الجزائر

سماء صافية °C 22

أزمة إمدادات أم طلب متزايد؟ استهلاك الغاز الطبيعي يبلغ ذروته شهر فيفري

الغاز الأوروبي

شهد فبراير 2025 ارتفاعًا غير مسبوق في الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي، وفقًا لتقرير صادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF). حيث أدت موجة البرودة القاسية في نصف الكرة الشمالي. إلى جانب عوامل اقتصادية وتقنية، إلى تعزيز الاعتماد على الغاز كأحد أهم مصادر الطاقة.

الغاز الطبيعي المسال، النفط والغاز، الجزائر، الغاز المسال الجزائري، صادرات الجزائر من الغاز المسال، صادرات الغاز المسال الجزائري،
شحن الغاز الطبيعي المسال الصورة: (ح/م)

تصدر الاتحاد الأوروبي قائمة المناطق الأكثر استهلاكًا للغاز. مسجلًا زيادة بنسبة 21% مقارنة بفبراير 2023، ليصل الاستهلاك إلى 38 مليار متر مكعب. وأرجع التقرير هذه القفزة إلى عاملين رئيسيين: الأول هو موجات البرودة الشديدة التي ضربت القارة. مما دفع الأسر والقطاعات التجارية لتعزيز استخدام التدفئة. أما العامل الثاني، فهو تراجع إنتاج الطاقة المتجددة، خاصة من الرياح والموارد المائية. ما أجبر الدول على الاعتماد بشكل مكثف على محطات الغاز لتأمين استقرار شبكات الكهرباء.

لم تكن أوروبا وحدها في هذا الاتجاه، ففي الولايات المتحدة، ارتفع الاستهلاك بنسبة 7% مقارنة بفبراير 2023، ليبلغ 89 مليار متر مكعب. ووفقًا للتقرير، كان للطقس البارد دور محوري في زيادة الطلب من القطاعين السكني والتجاري. حيث سجلت مناطق واسعة درجات حرارة دون المتوسط الموسمي. مما دفع الأسر والمراكز التجارية لاستهلاك كميات أكبر من الغاز للتدفئة.

على صعيد التجارة العالمية، قفزت واردات الغاز الطبيعي المسال (GNL) بنسبة 3.7% على أساس سنوي في فبراير، محققة مستوى قياسيًا بلغ 34.9 مليون طن. وجاءت أوروبا كالمحرك الرئيسي لهذا النمو، حيث سعت الدول لتعويض النقص في الإمدادات الروسية عبر زيادة الاعتماد على الاستيراد. في المقابل، واصلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ تراجعها للشهر الرابع على التوالي، بسبب انخفاض الطلب في اقتصادات كبرى مثل الصين واليابان، التي شهدت تباطؤًا في النشاط الصناعي.

توقعات 2025: توازن سوقي مع تحذيرات من محدودية الإمدادات

رغم التوقعات بنمو الطلب العالمي على الغاز بنسبة 2% خلال 2025، مدعومًا بنمو اقتصادي عالمي متوقع بنسبة 3%. يشير التقرير إلى أن السوق قد تشهد توازنًا نسبيًا بين العرض والطلب. غير أن هذا التوازن قد يخفي تحديًا كبيرًا يتمثل في محدودية الإمدادات، إذ من المتوقع أن تدخل 54 مليون طن سنويًا من قدرات التسييل الجديدة الخدمة بنهاية 2025 فقط، ما قد يؤخر الاستجابة للطلب المتصاعد.

من جهة أخرى، ستظل الدول الآسيوية، وخاصة الصين والهند، “محركات رئيسية” للطلب العالمي. نظرًا لاعتمادها الكبير على الواردات لتلبية احتياجاتها الصناعية والسكانية.

سجلت الأسعار الفورية للغاز المسال ارتفاعًا بنسبة 4% في فبراير 2024 مقارنة بالشهر السابق، إلا أن التقرير يتوقع أن تظل التقلبات محدودة خلال العام المقبل. في ظل جهود الدول لتنويع مصادر الطاقة وزيادة مخزوناتها الاستراتيجية.

يوضح التقرير أن التغيرات المناخية الحادة وتقلبات إنتاج الطاقة النظيفة قد أعادتا الغاز الطبيعي إلى واجهة المشهد الطاقة العالمي. وإن كان ذلك يطرح تساؤلات حول قدرة القطاع على مواكبة الطلب دون التضحية بأهداف التحول الأخضر. مع دخول مشاريع التسييل الجديدة حيز التنفيذ أواخر 2025، قد تشهد الأسواق تحولات جذرية تضع الغاز في قلب معادلة الطاقة خلال العقد المقبل.

أترك تعليق