إرتفاع صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المسال (تقرير)

كشفت منظمة الأقطار العربية المصدرة للغاز (أوابك) عن تحقيق الجزائر لصادرات قوية من الغاز الطبيعي المسال. حيث بلغت 2.6 مليون طن خلال الربع الثالث من العام الجاري. وأوضحت إذاعة الجزائر الدولية أن هذه الحصة تؤكد الدور المحوري للجزائر كأحد أكبر موردي الغاز المسال في المنطقة.

ووفقًا لتقرير “أوابك“، بلغت حصة الدول العربية من إجمالي السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال 26.9% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024. وأشار التقرير إلى أن إجمالي صادرات الدول العربية في الفترة الممتدة من يناير إلى سبتمبر من العام ذاته وصل إلى 2.82 مليون طن. مما يعكس إستقرارًا في الأداء الإقليمي لهذا القطاع الاستراتيجي.

و جاءت الجزائر في المرتبة الثانية لأكبر الدول الأفريقية المصدرة للغاز المسال في الربع الثالث من عام 2024. وهذا بعدما تراجع إجمالي إنتاجها إلى 2.63 مليون طن، بعد نيجيريا التي عادت مجدّدًا إلى صدارة القائمة. وفقًا لتقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث من 2024.

كما يشير التقرير إلى أنه “في ظل الانخفاضات التي تسجلها الجزائر بصادرات الغاز الطبيعي المسال، تراجعت البلاد عن صدارة قائمة أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في أفريقيا، بعدما اقتناصها العام الماضي للمرة الأولى منذ 10 سنوات”.

وكانت صادرات الجزائر من الغاز المسال قد تراجعت في الربع الثاني من العام الجاري (2024) إلى 3.27 مليون طن. مقابل 3.40 مليون طن في المدة نفسها من عام 2023. لتواصل التراجع في الربع الثالث إلى 2.63 مليون طن.

كما واصلت نيجيريا -وفق ذات التقرير- تصدُّرها قائمة أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في إفريقيا خلال الربع الثالث من 2024. بكمية إرتفعت إلى 3.88 مليون طن، مقابل 3.28 مليون طن في المدة المقابلة من العام الماضي.

الولايات المتحدة في الصدارة

وجاءت الولايات المتحدة على رأس قائمة أكبر 10 دول مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم. بحجم صادرات إرتفع إلى 21.11 مليون طن الربع الثالث من 2024، مقابل 21.04 مليون طن في المدة نفسها من 2023.

وكانت صادرات الغاز المسال الأميركي قد إنخفضت إلى 20.34 مليون طن في الربع الثاني من 2024. مقارنة مع 22.52 مليون طن في الربع الأول، جراء عمليات الصيانة في محطة فريبورت.

واحتلّت قطر المرتبة الثانية ضمن القائمة، لتتفوّق على أستراليا للمرة الأولى منذ الربع نفسه من عام 2023. بحجم صادرات 20.38 مليون طن، بزيادة طفيفة على أساس سنوي. فيما تراجعت أستراليا للمركز الثالث، رغم ارتفاع صادراتها من الغاز المسال خلال الربع الثالث من 2024 إلى 19.86 مليون طن. مقابل 19.78 مليون طن في المدّة نفسها من العام الماضي.

كما احتفظت روسيا بالمركز الرابع، بحجم صادرات من الغاز المسال بلغت 7.51 مليون طن، خلال الربع الثالث من 2024. ارتفاعًا بنسبة 9.5% عن المدة نفسها من عام 2023 (6.86 مليون طن). فيما حلّت ماليزيا خامسًا رغم هبوط صادراتها من الغاز المسال إلى 5.80 مليون طن في الربع الثالث. مقابل 5.95 مليون طن في المدّة نفسها من عام 2023، وفق التقرير ذاته.

نيجيريا الأولى إفريقيًا والـ 6 عالميًا

كما إرتفعت صادرات نيجيريا في الربع الثالث من 2024، بزيادة 18% على أساس سنوي، إلى 3.87 مليون طن. لتحلّ بالمركز السادس ضمن قائمة أكبر 10 دول مصدرة للغاز المسال في العالم. كما جاءت إندونيسيا في المرتبة السابعة، مع زيادة صادراتها من الغاز المسال إلى 3.29 مليون طن. في الأشهر الـ3 المنتهية سبتمبر 2024، مقابل 3.17 مليون طن في المدة نفسها من العام الماضي.

واحتلّت سلطنة عمان المرتبة الثامنة ضمن القائمة خلال الربع الثالث من 2024، بحجم صادرات 2.85 مليون طن. مقابل 3.07 مليون طن في الربع نفسه من 2023. وكانت صادرات عُمان في الربع الثالث أقل مستوى ربع سنوي منذ الربع الثاني من عام 2023. إذ بلغت 2.39 مليون طن.

كما إختتمت دولة بابوا غينيا الجديدة قائمة أكبر 10 دول مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم، بعد الجزائر في المرتبة التاسعة (9). بحجم صادرات بلغ 1.93 مليون طن، خلال الربع الثالث هذا العام. انخفاضًا من 2.29 مليون طن في الربع نفسه العام الماضي.

توقعات الطلب العالمي على الغاز

في سياق متصل، توقع منتدى الدول المصدرة للغاز تسجيل نمو ملحوظ في الطلب العالمي على الغاز خلال عام 2025. بزيادة تصل إلى 2% مقارنة بالعام الجاري، الذي من المنتظر أن يشهد طلبًا قياسيًا يبلغ 4.2 تريليون متر مكعب.

وأشار محمد حامل، الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، إلى أن هذا النمو يعود إلى عوامل عدة، أبرزها التخلي التدريجي عن الفحم كمصدر للطاقة. وإرتفاع الطلب على الكهرباء، بالإضافة إلى التوسع في استخدام الغاز المسال في قطاع النقل. حيث تشهد الصين زيادة في عدد الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال.

من جهته أكد حامل أن آسيا، وتحديدًا الصين والهند، ستظل المحرك الرئيسي لنمو إستهلاك الغاز خلال السنوات المقبلة.  مشيرًا إلى أن إستخدام الغاز في تشغيل مراكز البيانات، التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمثل اتجاهًا جديدًا يعزز الطلب على هذا المورد الحيوي.

تعزيز الإنتاج العالمي وإستقرار الأسعار

توقع الأمين العام للمنتدى أن تشهد سوق الغاز المسال العالمية إزدهارًا إضافيًا في السنوات المقبلة، مدعومًا بدخول 220 مليون طن سنويًا من طاقة التمييع الجديدة حيز الخدمة بين عامي 2025 و2029.

وفيما يتعلق بالأسعار، أوضح حامل أن السوق الفورية للغاز المسال ستشهد إستقرارًا نسبيًا، مع توقعات بأن تبلغ الأسعار حوالي 11 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. ويأتي هذا بعد فترة من التقلبات الحادة التي شهدتها السوق في عام 2022.

وأشار إلى أن المستوردين باتوا يفضلون العقود طويلة الأجل المرتبطة بأسعار النفط، لتأمين تدفقات مستقرة وتحقيق إستقرار في الإمدادات. مما يساهم في دعم الإستثمارات المستقبلية في قطاع الغاز.

إستراتيجية الجزائر في تعزيز التصدير

من المتوقع أن تواصل الجزائر إستراتيجيتها لتعزيز مكانتها كأحد أهم مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم. مع تركيزها على تطوير البنية التحتية ودعم قدرات الإنتاج لمواكبة الطلب المتزايد، تمثل هذه التحركات عاملًا أساسيًا في دعم الإقتصاد الوطني وتحقيق مكاسب طويلة الأجل في السوق العالمية للطاقة.