الجزائر

سماء صافية °C 22

الأطباء منهكون.. ونطالب الرئيس بإعلان الطوارئ العامة في البلاد!

استعجل رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركاني السلطات العليا في البلاد لفرض حالة الطوارئ الصحية لان الوضع الحالي لا يتطلب مزيد من التريث في اتخاذ القرارات ،  مؤكدا في حوار له مع :” تدامسا نيوز” ان الحل الوحيد للسيطرة على الوضع فرض حجر كلي لمدة أسبوعين وتسريع حملة التلقيح الوطنية.

كيف تصف لنا الوضع الوبائي اليوم بعد أن تجاوزت عتبة الإصابات بكورونا الاف ؟

نحن نعيش كارثة صحية بكل المقاييس والسبب يعود لتسيير العشوائي للازمة الصحية التي اخذت أبعاد خطيرة ، فنحن لم نستفد من تجارب الدول التي سبقتنا في الموجة الأولى والثانية رغم التحذيرات التي أطلقت مسبقا حول ضرورة الإسراع في وتيرة التلقيح وفرض إجراءات صارمة لمنع تفشي الوباء ما يتطلب من السلطات العليا في البلاد التدخل بشكل استعجالي وفرض حالة الطوارئ الصحية لان بقاء الوضع على ماهو عليه يهدد بانهيار المنظومة الصحية ، خاصة وأن الطاقم الطبي أصبح عاجزا ومنهك صحيا ونفسيا.

باعتباركم رئيس عمادة الأطباء الجزائريين ماذا تقترحون في هذا الشأن ؟

في الحقيقة الوقت ليس في صالحنا، وتسيير الأزمة بنفس الطريقة والأسلوب الذي تتبعه وزارة الصحة لن يأتي بنتيجة وسنشهد كارثة صحية غير مسبوقة في تاريخ الجزائر ، لذلك نقول أن الكرة   في مرمى السلطات العليا في البلاد التي هي مطالبة بإقرار حالة الطوارئ الصحية ، ولم لا فرض حجر كلي لمدة أسبوعين على الأقل لمنع تفاقم الوضع والسيطرة على الحالات المتواجدة في المستشفيات ، وهنا اقترح أيضا أن يتم اللجوء الى الأسلوب العسكري في تسيير الأزمة من خلال نصب خيم كبرى في الولايات التي تشهد ارتفاعا في عدد المصابين بالفيروس وتزويدها بمولدات الأكسجين خاصة وأن الدولة تعهدت بتوفير هذه المادة في اقرب وقت، فمثلا في العاصمة يتم نصبها على مستوى الصنوبر البحري ” سافكس” بعيدا عن المستشفيات التي تعيش ضغطا رهيبا ولم تعد قادرة على تسيير الوضع ، واقترح أيضا في هذا الشأن  ضرورة الاستعانة بخبرة الأطباء الأجانب الذين مروا بهذه الأزمة خلال الموجتين الأولى والثانية التي ضربت أوروبا والصين .

هل تأخر الجزائر في عملية التقليح أزم الوضع اكثر مما هو عليه ؟

بطبيعة الحال المسؤولية هنا تقع على عاتق وزارة الصحة التي تأخرت في التفاوض مع المخابر العالمية ففي سنة 2020 اغلب الدول اتفقت على شراء اللقاح ودفعت مسبقات مالية لتلك المخابر اما بالنسبة لنا تم تأجيل الملف رغم تأكيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قبل إصابته بالوعكة الصحية السنة الماضية على ضرورة المضي نحو تلقيح عدد كبير من الجزائريين ، واليوم أصبح الأمر صعبا لان الحصول على اللقاح ليس سهلا في السوق الدولية بسبب إرتفاع الطلب عليه خاصة وان اضحى الحل الوحيد لاحتواء الفيروس والتقليل من خطورته والدليل ان الدول التي لقحت شعوبها على غرار بريطانيا لاتزال الإصابات بفيروس كورونا، كوررنا تسجل يوميا لكن بدون تسجيل عدد كبير للوفيات وحالات الإنعاش.

خوف الجزائريين من الآثار الجانبية للقاح جعل من وتيرة التلقيح في بلادنا متأخرة مامدى صحة ذلك  ؟

صحيح من الأسباب التي جعلتنا نتذيل ترتيب الدول التي لقحت شعوبها تخوف المواطنين من أخذ اللقاح لاسيما وأن مصالح عبد الرحمان بن بوزيد لم تعتمد على حملة تحسيسية قوية والدليل الاحصائيات الأخيرة التي أعلنت عنها وزارة الصحة والتي كشفت عن وجود 3 ملايين جزائري فقط اخذ جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وهذا الرقم ضعيف جدا مقارنة بباقي الدول التي نجحت في تلقيح 70 بالمائة من شعوبها.

طفت مؤخرا أزمة أوكسجين على السطح لتؤدي بحياة مئات الأشخاص في المستشفيات كيف تفسر ذلك ؟

اعيد وأكرر المشكل يكمن في التسيير لاتوجد خطة واضحة للسيطرة على الوضع بما فيها أزمة الأوكسجين في المستشفيات السلطات لم تحضر نفسها لهذا السيناريو الذي عرا بالفعل المنظومة الصحية في البلاد، نحن لا نعاني من نقص في مادة الأكسجين بل في طريقة توزيعه وايصاله للمستشفيات ، لذلك فمن الضروري ان تؤخذ الأمور بجدية اكثر وأن تفرض السلطات مخطط صحي استعجالي لتفادي الدخول في كارثة صحية سندفع ثمنها غاليا.

أترك تعليق