الجزائر

سماء صافية °C 22

التداول الوهمي.. آلية خطرة تهدد سوق العملات المشفرة

الاحتيال في عالم العملات الشفرة
مفهوم التداول الوهمي وتأثيره على الأسواق

التداول الوهمي، أو ما يعرف بمصطلح “ووش ترايدينغ“، يمثل أحد أشكال التلاعب في الأسواق المالية. حيث يعمد بعض المتداولين إلى تنفيذ عمليات بيع وشراء وهمية في أسواق “العملات المشفرة”. لخلق انطباع زائف بوجود نشاط مرتفع على أصل معين. يهدف هذا الأسلوب إلى التلاعب بالأسعار. سواء عبر رفعها أو خفضها، ما يدفع المستثمرين الآخرين إلى اتخاذ قرارات غير محسوبة نتيجة تأثرهم بحجم السيولة الظاهر في السوق.

عالم العملات المشفرة
عالم العملات المشفرة

في قطاع العملات المشفرة، يثير التداول الوهمي مخاوف متزايدة، ليس فقط بسبب تأثيره المباشر على الأسعار واتجاهات السوق، بل أيضًا لكونه ممارسة غير قانونية. ومع غياب التشريعات الكافية لضبط مثل هذه العمليات، يظل المستثمرون عرضة لمخاطر جسيمة.

2024.. عام التداول الوهمي في العملات المشفرة

وفقًا لتقرير صادر عن شركة “تشيناليسيس” المتخصصة في تحليل أسواق العملات المشفرة، بلغ حجم التداول الوهمي على منصات بلوك تشين “إيثريوم” و”بينانس” و”كوين بيس” مجتمعة نحو 2.57 مليار دولار خلال عام 2024. وأوضح التقرير أن 5% من جميع الرموز المشفرة التي تم إطلاقها خلال العام ذاته أظهرت أنماطًا مشابهة لمخططات “الضخ والإغراق” والتي تعد أساسًا لعمليات التداول الوهمي.

تأثير التداول الوهمي على البورصات اللامركزية

كما كشفت “تشيناليسيس” عن أن أكثر من 3 ملايين رمز مشفر تم إطلاقه خلال عام 2024. منها 1.3 مليون رمز (أي ما يعادل 40%) تم إدراجه في البورصات اللامركزية المعروفة باسم “Decentralized Exchange“. غير أن العديد من هذه الرموز جرى التخلي عنها بسرعة. ما أدى إلى فقدان قيمتها، إما نتيجة ضعف الإقبال عليها أو لعدم جدواها الفعلية.

احتيالات العملات المشفرة.. بين “ديب سيك” و”بارون ترامب”

شهدت الأسواق خلال العام الجاري عدة عمليات احتيال ضخمة، كان أبرزها تلك التي ارتبطت بأسماء سياسية وتكنولوجية شهيرة. فبعد تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، أطلقت عملة مشفرة تحمل اسمه، تلتها في اليوم التالي عملة أخرى باسم زوجته “ميلانيا”. لكن سرعان ما استغل المحتالون هذا الاتجاه. إذ عمد أحدهم إلى إصدار عملة زائفة تحمل اسم ابن الرئيس الأصغر “بارون ترامب“، مستوحاة من تصميم العملة الأصلية.

المفاجأة الكبرى تمثّلت في نشر منصة “كوين تيليغراف” خبرًا حول العملة الجديدة، مستندةً إلى منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا). رغم أن “بارون ترامب” لا يمتلك أي حساب رسمي على المنصة. هذا الترويج الخاطئ أدى إلى تهافت المستثمرين على شراء العملة، ما أسفر عن خسائر تجاوزت 70 مليون دولار خلال ساعتين فقط.

استغلال الذكاء الاصطناعي في عمليات الاحتيال

وفي سياق مشابه، استغل المحتالون الزخم الإعلامي المحيط بإطلاق برنامج الذكاء الاصطناعي “ديب سيك“، إذ أنشأوا 77 عملة رقمية مزيفة تحمل اسم التطبيق، وأطلقوا مواقع إلكترونية وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي للإيهام بأنها صادرة عن الشركة الأم. ووفقًا لبيانات موقع “كوين ماركت كاب“. تسببت هذه العمليات الاحتيالية في خسائر مالية ضخمة، بعدما انخدع المستثمرون بشراء هذه الرموز التي لم يكن لها أي صلة فعلية بالشركة المطورة.

كيف يحمي المستثمر نفسه؟

تؤكد هذه الأحداث مدى خطورة التداول الوهمي والاحتيال في سوق العملات المشفرة. ما يستدعي اتخاذ إجراءات احترازية قبل الاستثمار في أي أصل رقمي. ينصح الخبراء المستثمرين بإجراء بحث معمّق يشمل:
– التأكد من القيمة السوقية للعملة ومدى استقرارها في السوق.
– التحقق من مصدر العملة على شبكة البلوك تشين عبر الأدوات المتاحة.
– متابعة القنوات الرسمية للمشروع، سواء عبر موقعه الإلكتروني أو عبر حساباته الموثقة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي ظل النمو المستمر لسوق العملات المشفرة،. تبقى الحذر والوعي عنصرين أساسيين لتجنب الوقوع ضحية لهذه المخططات الاحتيالية التي تتكرر كل عام. وتستنزف أموال المستثمرين غير المحترفين.

 

أترك تعليق