الجزائر

سماء صافية °C 22

الجزائر ضمن أكبر منتجي النفط بأفريقيا في أوبك 2024 (أرقام)

قطاع النفط والغاز في أفريقيا الصورة: (ح/م)

وسط تغييرات ملحوظة في خريطة إنتاج النفط الأفريقي، حافظت الجزائر على مكانتها كواحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك خلال عام 2024، رغم التحديات التي فرضتها التخفيضات الطوعية لتحالف أوبك+، الذي يسعى لتحقيق استقرار الأسواق العالمية للطاقة. ومع التزام الجزائر بسياسات الخفض المقررة، سجل إنتاجها النفطي تراجعًا محدودًا، لكنه لم يمنعها من الاحتفاظ بالمرتبة الثالثة بين منتجي النفط في القارة الأفريقية.

سوناطراك، المسابقة الوطنية للتوظيف، توظيف،
صناعة النفط والغاز في الجزائر
الصورة: (سوناطراك)

بلغ إنتاج الجزائر من النفط الخام خلال عام 2024 نحو 907 آلاف برميل يوميًا، مقارنة بـ973 ألف برميل يوميًا في العام السابق. ما يمثل انخفاضًا ناتجًا عن التزامها بسياسة الخفض الطوعي التي فرضها تحالف أوبك+. وشاركت الجزائر في هذه التخفيضات بمقدار 51 ألف برميل يوميًا منذ بداية العام، ضمن خطة التحالف لخفض الإنتاج العالمي بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا بهدف الحد من فائض المعروض النفطي ودعم الأسعار.

إلى جانب هذا، انضمت الجزائر إلى تخفيضات إضافية بدأ تطبيقها في مايو 2023 بمقدار 48 ألف برميل يوميًا. مما رفع إجمالي الخفض الطوعي إلى مستويات مؤثرة. ورغم تأثير هذه التخفيضات على الكميات المنتجة، ساهمت هذه السياسة في تعزيز استقرار السوق وتحسين العوائد الإجمالية للدول المنتجة.

استقرار مؤقت وتوقعات مستقبلية واعدة

وفقًا للتوقعات منصة الطاقة سيستمر إنتاج الجزائر عند مستوى 908 آلاف برميل يوميًا حتى نهاية الربع الأول من عام 2025، في إطار الالتزام المستمر بسياسات أوبك+. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى إمكانية عودة الإنتاج الجزائري إلى مستويات تفوق مليون برميل يوميًا بحلول عام 2026، مع انتهاء تطبيق التخفيضات الطوعية بالكامل واستعادة السوق لتوازنها الطبيعي.

وتسعى الجزائر، عبر استثماراتها المستمرة في قطاع النفط، إلى تعزيز قدرتها الإنتاجية في المستقبل. ورغم التزامها بسياسة الخفض الحالية، تحافظ الجزائر على موقعها كأحد اللاعبين الرئيسيين في السوق الأفريقية والعالمية، وهو ما يعكس التزامها بتحقيق التوازن بين الأهداف الوطنية ومتطلبات السوق الدولية.

مقارنة مع الدول الأفريقية الأخرى

في حين تحتل الجزائر المركز الثالث بين منتجي النفط الأفريقي في أوبك، تتصدر نيجيريا القائمة بإنتاج يومي بلغ 1.41 مليون برميل، محققة زيادة بنسبة 7.1% مقارنة بعام 2023. يعود هذا النمو إلى نجاح الحكومة النيجيرية في مكافحة سرقة الخام وتأمين خطوط الأنابيب، مما أدى إلى استقرار الإنتاج في دلتا النيجر الغنية بالنفط.

أما ليبيا، فقد جاءت في المرتبة الثانية بإنتاج بلغ 1.11 مليون برميل يوميًا، رغم انخفاضه عن مستويات العام الماضي. ويعزى هذا التراجع إلى الأزمات السياسية والانقسامات التي أدت إلى إغلاق متكرر لحقول النفط، كان أبرزها حقل الشرارة الذي ينتج نحو 300 ألف برميل يوميًا.

يُظهر التزام الجزائر بسياسات أوبك+ دورها الحيوي في دعم استقرار الأسواق العالمية. ورغم التأثير المؤقت للتخفيضات على حجم الإنتاج، فإن التوجه الاستراتيجي الذي تتبعه الجزائر يهدف إلى تحقيق مصلحة طويلة الأجل، سواء على مستوى العائدات المالية أو تعزيز استقرار أسعار النفط.

هذا الأداء يعكس قدرة الجزائر على الموازنة بين التزاماتها كعضو نشط في أوبك وبين طموحاتها في تطوير قطاع الطاقة، ما يجعلها لاعبًا أساسيًا في مستقبل سوق النفط الأفريقي والدولي

الكونغو في المركز الرابع

كما حلّت الكونغو في المركز الرابع بقائمة أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في أوبك خلال 2024. مع انخفاض إنتاجها إلى 255 ألف برميل يوميًا، مقارنة بنحو 261 ألف برميل يوميًا عام 2023. بينما حلت الغابون في المركز الخامس، مع زيادة إنتاجها من 203 آلاف برميل يوميًا في عام 2023، إلى 212 ألفًا العام الماضي.

وجاءت غينيا الاستوائية في المركز السادس؛ فإن إنتاجها لم يتجاوز 57 ألف برميل يوميًا في عام 2024، بزيادة ألف برميل يوميًا فقط عن عام 2023.

يجدر الذكر أن أنغولا ومصر من أكبر منتجي النفط في أفريقيا من خارج أوبك، ووصل إنتاجهما في 2024 إلى 1.18 مليون برميل يوميًا و570 ألف برميل يوميًا على التوالي. وكانت أنغولا كانت عضوة في منظمة أوبك حتى 21 ديسمبر 2023، عندما قررت الانسحاب. بعد سلسلة من الخلافات مع المنظمة حول حصص إنتاج النفط.

أترك تعليق