الجزائر

سماء صافية °C 22

الجزائر وتونس وليبيا على أعتاب تعزيز التكامل الطاقوي

محطة لتوليد وإمداد الطاقة الكهربائية الصورة: (ح/م)

 تجري الجزائر وتونس وليبيا تحضيرات نهائية للتوقيع على مذكرة تفاهم ثلاثية تهدف إلى إطلاق الدراسات الأولية لمشروع ربط كهربائي استراتيجي بين شبكات الدول الثلاث. يأتي هذا المشروع، الذي يتوقع أن يُطلق قريباً بدعم من مجمع “سونلغاز” الجزائري، كجزء من مساعي تعظيم الاستفادة من الموارد الطاقوية المشتركة. وفتح قنوات جديدة لتصدير الفائض الكهربائي، وتعزيز أمن الإمدادات في شمال إفريقيا.

ووفقاً لتصريحات حبيب محمد الأخضر، مدير الدراسات في “سونلغاز“، فإن المذكرة المُزمَع توقيعها ستُشكل إطاراً مؤسسياً لإجراء تقييمات فنية واقتصادية مفصلة. تحدد الجدوى التشغيلية والتكلفة الاستثمارية للمشروع، الذي ينتظر أن يُسهم في خلق سوق كهرباء إقليمية متكاملة، ويرفع حجم التبادلات التجارية في قطاع الطاقة بين الدول الشريكة.

أوضح الأخضر أن المناقشات بين الأطراف الثلاثة وصلت إلى مراحل متقدمة، وأن توقيع المذكرة سيمهد لإطلاق دراسات فنية واقتصادية مفصلة لتجسيد المشروع. وأضاف أن “سونلغاز” تولي أولوية قصوى للتوسع الدولي، خاصة في القارة الإفريقية، بدءاً من الدول المجاورة. حيث تعمل على مرافقة دول غرب إفريقيا (من خلال مجموعة إيكواس) في تطوير بنيتها التحتية الكهربائية. إلى جانب تصدير الخبرات الجزائرية في مجال الهندسة ونقل المعدات الصناعية المحلية.

محطة كهرباء النيجر و  كابل بحري نحو إيطاليا

في سياق متصل، كشف المسؤول عن أن محطة توليد الكهرباء المهداة من الجزائر إلى النيجر، والتي تنفذها فرق “سونلغاز”، ستدشن رسمياً قبل صيف 2025 لتلبية الطلب العاجل على الطاقة في البلاد. وأكد أن المشروع يعد نموذجاً للتعاون الجزائري-الإفريقي، معرباً عن استعداد المجمع لدعم مشاريع مماثلة في دول القارة.

إلى جانب المشاريع الإفريقية، سلط الأخضر الضوء على المشروع الاستراتيجي للربط الكهربائي بين الجزائر وإيطاليا عبر كابل بحري يمتد من شمال شرق الجزائر إلى جنوب إيطاليا. والذي وقعت مذكرة تفاهم بشأنه في يوليو 2024 بين “سونلغاز” و”سوناطراك” والشركة الإيطالية “إيني”. وأشار إلى أن المشروع سيمكن الجزائر من ولوج السوق الأوروبية للكهرباء، مشدداً على أن الفرق الفنية تعكف حالياً على إعداد دراسات الجدوى التي تشمل تقييمات اقتصادية وتقنية وبيئية.

ترسي هذه المشاريع خريطة طموحة للجزائر لتعزيز موقعها كفاعل رئيسي في سوق الطاقة الإقليمية والدولية. عبر توظيف البنية التحتية المحلية والخبرات المتراكمة لديها. وبينما تسرع الجزائر خطواتها نحو التكامل مع جيرانها المباشرين. تظهر أيضاً التزاماً بدعم الاستقرار الطاقوي في إفريقيا، وبناء جسور جديدة نحو أوروبا. في خطوة تعكس رؤية شاملة لتحقيق الأمن والتنمية المستدامة.

أترك تعليق