الجزائر وكندا تتبادلان الرؤى حول تطوير التعاون في الطاقة والطاقات المتجددة

استقبل وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة الجزائري، محمد عرقاب بسفيرة كندا لدى الجزائر، روبن لين ويتلوفر. في لقاءٍ ثنائي ناقش سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، بحضور كاتب الدولة للطاقات المتجددة، نور الدين ياسع، وعدد من المسؤولين بالوزارة. 

ركَّز الوزير عرقاب خلال اللقاء الذي تم اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025، على الإصلاحات التشريعية الجديدة التي أقرتها الجزائر مؤخرًا. والتي تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، مشيرًا إلى أن قوانين الاستثمار والمحروقات والمناجم المحدثة تُشكِّل إطارًا قانونيًا مُحفزًا لدخول الشركات العالمية إلى السوق المحلية.

ودعا الوزير حسب بيان وزارة الطاقة و المناجم الشركات الكندية إلى اغتنام الفرص الواعدة في قطاعات استكشاف وإنتاج المحروقات، وتحلية مياه البحر، وتوطين صناعة المعدات الطاقوية، مؤكدًا أن الجزائر تعمل على تنويع اقتصادها عبر شراكاتٍ دولية تعتمد على التكامل بين الموارد الطبيعية المحلية والخبرات التكنولوجية المتقدمة.

التعاون الطاقوي و الدراسات الجيولوجية

في محور التعاون المنجمي، ناقش الجانبان سبل تطوير الشراكات في مجالات الدراسات الجيولوجية ورسم الخرائط. واستغلال الموارد المعدنية الاستراتيجية، مثل الذهب والفوسفات، مع التركيز على نقل التكنولوجيا الكندية في مجال التعدين. والتي تعتبر من الأكثر تقدمًا على المستوى العالمي. وأوضح الوزير أن الجزائر تُولي أهمية قصوى للاستفادة من الخبرات الدولية لتعظيم القيمة المضافة لقطاع المناجم، الذي يزخر بثرواتٍ طبيعية هائلة لم تُستغل بالكامل بعد.

على صعيد الطاقات المتجددة، تبادل الطرفان الرؤى حول تطوير مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة الريحية وتخزين الطاقة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر. بالإضافة إلى التعاون في مجالات التكوين المهني ونقل التكنولوجيا الحديثة. وأشار عرقاب إلى أن الجزائر تعمل على تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقات النظيفة، تماشيًا مع التوجه العالمي نحو التحول الطاقوي، معربًا عن تطلعه لشراكة فعَّالة مع كندا في هذا المجال.

اهتمام بكندي بالسوق الجزائرية

من جانبها، أعربت السفيرة الكندية عن ارتياحها للتطور الإيجابي في العلاقات الثنائية. مؤكدةً اهتمام الشركات الكندية بتعزيز وجودها في السوق الجزائرية. خاصة في القطاعات ذات الأولوية مثل الطاقة والمناجم. كما دعت الوزير عرقاب إلى المشاركة في المنتديات الاقتصادية والاستثمارية المزمع عقدها في كندا خلال العام الجاري، والتي ستُشكل فرصةً لتعزيز الحوار بين المؤسسات الاقتصادية في البلدين، وتبادل الخبرات في المجالات التكنولوجية والصناعية.

اختتِم اللقاء بتأكيد الجانبين على وجود إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي. واتفقا على ضرورة مضاعفة الجهود لتحويل هذه الرؤى إلى مشاريع ملموسة، عبر تنسيقٍ مستمرٍّ بين المؤسسات المعنية في البلدين. ويأتي هذا الاجتماع في سياق سياسة الجزائر الرامية إلى تنويع شراكاتها الدولية. وتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة. خاصة في القطاعات غير النفطية. كجزءٍ من استراتيجية شاملة لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.