الجزائر

سماء صافية °C 22

الصين والجزائر: شراكة استراتيجية تعيد تشكيل موازين العلاقات الدولية

الرئيس تبون، الرئيس الصيني

أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الجزائر، دونغ غوانغلي، على التزام بلاده الثابت بدعم الجزائر ومرافقتها لتحقيق دورها الكامل على الساحة الدولية والإقليمية.

السفير الصيني في الجزائر
السفير الصيني في الجزائر

جاء ذلك خلال تقديم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. حيث شدد السفير على أن الصين تساند الجزائر بقوة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والجامعة العربية، والاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى مختلف المحافل والهيئات الدولية.

وفي تصريحاته، أعرب غوانغلي عن التزامه بالعمل على تنفيذ التوجيهات الكبرى والرؤى التي وضعها قائدا البلدين. مؤكدًا: “يشرفني تمثيل الصين في الجزائر، هذا البلد الشقيق والصديق الذي يربطنا به تاريخ ثوري وعلاقات وثيقة”.

كما أشار إلى أن الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين تمثل محورًا رئيسيًا في التعاون الثنائي، مع التركيز على الاستثمار وتعزيز التبادلات الثقافية والإنسانية، بما يعزز علاقات الصداقة بين الشعبين الصيني والجزائري.

وفي سياق متصل، أشاد السفير برؤية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، التي وصفها بالاستشرافية والحكيمة. معتبرًا أنها قادت الجزائر إلى طريق التنمية والتطور. وأضاف أن الإرادة السياسية لقادة البلدين تسهم بشكل فعال في تحقيق شراكات استراتيجية وبرامج تعاون شاملة.

تشهد العلاقات الجزائرية الصينية تطورًا ملحوظًا. حيث استندت إلى أسس تاريخية وثورية مشتركة. تعززت بإرادة قادة البلدين لتحقيق شراكات استراتيجية. في هذا الإطار، شهد عام 2024 توقيع العديد من الاتفاقيات بين الجانبين. كان أبرزها برنامج العمل المشترك بين وزارة الداخلية الجزائرية وأكاديمية الصين الوطنية للحوكمة. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون في مجالات التدريب والتكوين وتبادل المعارف.

كما تم التوقيع على “الخطة الخماسية للتعاون الاستراتيجي الشامل 2022-2026”. بين وزارتي الخارجية في البلدين، والتي تسعى إلى تعميق التنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتفتح هذه الخطة آفاقًا جديدة لتوسيع التعاون الثنائي في شتى المجالات، بما يسهم في مواجهة التحديات الكبرى وتحقيق الأهداف المشتركة.

يعد التعاون الجزائري الصيني نموذجًا للشراكة المثمرة التي تجمع بين تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية وتوطيد التفاهم الثقافي والإنساني. ومع تزايد التنسيق بين البلدين، تلوح في الأفق فرص كبيرة لتعميق التعاون في مختلف القطاعات، بما يعكس إرادة قادة الجزائر والصين لتحقيق مستقبل مشترك تسوده التنمية والتقدم.

تظل العلاقات الجزائرية الصينية، بما تحمله من تاريخ عريق ورؤية طموحة. نموذجًا لعلاقات دولية تقوم على الثقة المتبادلة والإرادة المشتركة لتحقيق أهداف استراتيجية شاملة.

أترك تعليق