الجزائر

سماء صافية °C 22

الخارجية الأمريكية: المغرب بؤرة مخاطر رغم دعاية “الاستقرار”

وزارة الخارجية الأمريكية

أصدرت الولايات المتحدة تحذيرًا أمنيًا غير مسبوق ضد المغرب. صنفته ضمن “المستوى الثاني” من مخاطر السفر. داعية رعاياها إلى “توخي الحذر الشديد” بسبب تهديدات إرهابية جادة قد تستهدف مواقع حيوية. في خطوة تعكس تآكل الثقة الدولية في قدرة السلطات المغربية على ضبط الأمن.

وجاء في تحديث وزارة الخارجية الأمريكية الصادر يوم 21 أبريل 2025 أن الخطر يشمل بشكل خاص الأسواق العامة، مراكز النقل، المنشآت الحكومية، والمواقع السياحية الكبرى. مع تحذير صريح من احتمالية استغلال المظاهرات المزمعة في الدار البيضاء كغطاء لعمليات إرهابية، بعدما حذرت القنصلية الأمريكية من احتجاجات قد تشتعل في ميناء الدار البيضاء وساحة الأمم المتحدة يومي 18 و20 أبريل.

هذا التحذير، الذي يعتبر الأكثر حدة منذ عقود. يأتي في سياق تصاعد الأنشطة الإرهابية بالمغرب. حيث كشفت تقارير استخباراتية عن انضمام أكثر من 130 مغربيًا إلى تنظيمات متطرفة في الساحل الإفريقي. بينهم عناصر قيادية في جماعات مرتبطة بداعش. ما يثير تساؤلات حول فشل الأجهزة الأمنية في تعقب الخلايا النائمة أو قطع طرق التمويل والتجنيد.

وتُوجه اتهامات للسلطات المغربية بـ”التقاعس” في تحديث آليات مكافحة الإرهاب. والتركيز المبالغ فيه على التهديدات الخارجية على حساب الملف الداخلي، الذي تحول إلى مرتع لاستقطاب الشباب المغاربة من قبل التنظيمات المتطرفة.

أمريكا تدق ناقوس الخطر

وفي خطوة تعكس استنفارًا أمميًا، دعت الخارجية الأمريكية رعاياها إلى تجنب أي تجمعات بشرية، والتسجيل في برنامج “المسافر الذكي” للحصول على تنبيهات فورية. مع التشديد على ضرورة اقتناء تأمين صحي يغطي عمليات الإجلاء الطاريء. في إشارة إلى تردي الخدمات الصحية المحلية في التعامل مع الأزمات الكبرى. كما أوصت بمراجعة تقرير الأمن القطري الخاص بالمغرب، الذي يسلط الضوء على الثغرات الأمنية المزمنة، مثل ضعف الرقابة على الحدود وانتشار الخطاب المتطرف في الأحياء المهمشة.

المفارقة تكمن في أن هذا التحذير يصدر في وقت تروج فيه المغرب دوليًا كـ”قلعة أمنية” في المنطقة. بينما تكشف الوقائع عن عجزٍ واضح في مواجهة اختراقات التنظيمات الإرهابية. التي باتت تعتمد على عناصر محلية لتنفيذ عملياتها، مستغلةً الأوضاع الاجتماعية المتوترة وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
الأسئلة المقلقة هل فقد المغرب فعليًا لقب “الوجهة الآمنة”؟ ولماذا تفاقم التهديد الإرهابي رغم الإمكانيات الأمنية الهائلة التي تدّعيها؟. التحذير الأمريكي ليس مجرد تنبيه، بل صفعةٌ لدبلوماسية الرباط التي طالما تسوق نفسها كشريكٍ استباقي في الحرب على الإرهاب.

أترك تعليق