الجزائر

سماء صافية °C 22

النفط يتجه صوب 100 دولار..!

 

واصلت أسعار للنفط سلسلة ارتفاعاتها في تعاملات الأسواق ليوم أمس، لتبلغ 74.50 دولار للبرميل الواحد، وسط توقعات ببلوغه عتبة 100 دولار في غضون الأسابيع القادمة، في حال استمرار السوق على وضعها الحالي، والتي بات تخيم عليها انتعاش الاستهلاك العالمي جراء تعافي القطاع الصناعي تدريجيا من تداعيات وباء “كورونا”، بالموازاة مع تخفيض مستويات الإنتاج وضبطها من قبل كبار المنتجين بمنظمة “أوبك” وشركائها، في إطار المساعي الرامية إلى ضبط السوق وكبح تهاوي الأسعار، وفق الخطط التي ستخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

وتشير المعطيات المسجلة في تعاملات الأسواق أمس، إلى مواصلة أسعار النفط ارتفاعها بدعم من التفاؤل بتعافي الطلب العالمي على الخام في ظل مواصلة تخفيف قيود الإغلاق، مما جعلها تحقق مكاسب هامة تصاعدت بشكل واضح في غضون الأيام الأخيرة، من نحو 70 دولار إلى 47.50 دولار للبرميل الواحد، وسط انتعاش السوق العالمية وتنامي الاستهلاك بفعل انتعاش القطاع الصناعي المتأثر سابقا بتداعيات وباء “كورونا”، بالموازاة مع التدابير المسطرة من كبار المنتجين ب (أوبك) وحلفائها لضبط السوق، وكبح تهاوي الأسعار، مما ينذر ببلوغ الأسعار عتبة 100 دولار للبرميل في غضون الأسابيع القادمة، في حال استمرار السوق على هذه الوضعية، وفق تقديرات وتكهنات الشركات المؤسسات المالية الناشطة والمستثمرة في قطاع النفط والغاز.

ولم يستبعد مسؤولو الشركات الفاعلة والمستثمرة في قطاع النفط، إمكانية بلوغ سعر “خام برنت”، المرجع الجزائري للنفط، عتبة 100 دولار للبرميل في غضون الفترات اللاحقة، في حال استمرار السوق على هذه الحال، وقالت كل من “فيتول” و”جلينكور” و”ترافيجورا” و”جولدمان ساكس” خلال قمة “فاينانشال تايمز” للسلع أمس الأوّل، إن الوصول لمستوى 100 دولار يحمل احتمالية حقيقية. إلى ذلك، تبقى أسعار الذهب الأسود تأخذ منحنيات تصاعدية منذ أسابيع عدة، لتقفز من نحو 65 دولار للبرميل إلى قرابة 75 دولار للبرميل، بارتفاع قدره 10 دولارات في ظرف أسابيع قليلة، ما يعني تحطيم الرقم القياسي بزيادة قدرها 0.7 في المائة، ما ينذر بإمكانية بلوغه مستويات قياسية في غضون الأسابيع القادمة، في حال استمرار السوق على حالها، مع تعافي الاستهلاك الناجم عن “كورونا” مقابل القيود المفروضة على الإنتاج من طرف كبار المنتجين ب(أوبك) وخارجها، لجعل الأسعار في المستوى الذي يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

وسجلت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظا في تعاملات يوم الثلاثاء، للجلسة الرابعة على التوالي، وتلاشت احتمالية وصول إمدادات إضافية إلى السوق قريبًا من إيران مع تأخر المحادثات حول انضمام الولايات المتحدة إلى اتفاق نووي مع طهران، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بـ38 سنتا لتصل إلى 73.24 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:51 بتوقيت الجزائر، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي الوسيط بـ33 سنتًا، لتصل إلى 71.21 دولارًا للبرميل الواحد.

وتواجه الجزائر في سنة 2021 صعوبات كبيرة في الحفاظ على صادراتها النفطية والغازية على السواء، في ظل ارتفاع الطلب الداخلي واستقرار الإنتاج، بل وانخفاضه في بعض الأشهر لأسباب تقنية، ما بات يهدد عائدات البلاد الريعية، من العملة الصعبة، إذ تشكل إيرادات الطاقة 92 بالمائة من إجمالي واردات الجزائر من العملات الأجنبية، حيث تراجعت صادراتها إلى حوالي 82.2 مليون طن من المكافئ النفطي من النفط والغاز في 2020، مقابل 20 مليار دولار، بانخفاض قدره 40 بالمائة في القيمة و11 بالمائة في الحجم، مقارنة بعام 2019، بالموازاة مع انخفاض الإنتاج إلى 142 مليون طن في عام 2020، مقابل 157 مليون طن في عام 2019، بانخفاض قدره 30 بالمائة.

وبلغت المداخيل الإجمالية للنفط في الجزائر خلال العام 2020 ما قيمته 22 مليار دولار، منها 2 مليار دولار للمنتجات النفطية، وفق ما أكده وزير الطاقة عبد المجيد عطار سابقا، مشيراً إلى أن 96 بالمائة من مداخيل الدولة من العملة الصعبة تأتي من النفط و الغاز، و قد تراجعت مقارنة بسنة 2019 بقيمة 11 مليار دولار أي (-30 بالمائة) في الوقت الذي بلغ فيه سعر البرميل 42 دولار.

س,م

أترك تعليق