برمجية خبيثة بإسم “أرديس” قد تكون سبباً في اختراق آلاف الحسابات الاجتماعية في الجزائر

تعرضت آلاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاختراق والقرصنة “المحتملة” من طرف جهات مجهولة، وذلك باستخدام إحدى الروابط المموّهة لسلسلة متاجر “أرديس” الجزائرية، تعلن فيها للنشطاء على الشبكات الاجتماعية أنّ هنالك مسابقة “مزعومة” تمكّنهم من الفوز بمبلغ مالي وهدايا قيمة، وفي حال ولوجهم للرابط، تقودهم العملية إلى إحدى الشركات الصينية، وبذلك يكون “من المحتمل” أنه قد تم اختراق حساباتهم، وفق عارفين لخبايا هذا البرمجيات.

وأبدى آلاف الناشطين على الشبكات الاجتماعية في الجزائر اليوم، من تذمرهم واستيائهم الشديد إزاء استقبالهم عشرات الرسائل في حساباتهم الاجتماعية، تروّج وتزعم إطلاق سلسلة متاجر “أرديس” لمسابقة بمناسبة الاحتفال بعيدها الثلاثين منذ تأسيسها بالجزائر تمكنهم من الفوز بمبلغ مالي وهدايا في حال دخولهم إلى الرابط، ومشاركتهم إياه مع الأصدقاء والأقارب، ليتبين في نهاية المطاف أنه ما هي إلاّ عملية خداع وتمويه يستخدمها غالباً قراصنة ومخترقي حسابات، مجهولي الهوية لاختراق الحسابات الاجتماعية، والتي تكون غايتها غالباً جمع المعلومات.

ويلجأ غالباً القراصنة الناشطون على شبكة الإنترنت، ومحترفي اختراق الحسابات الاجتماعية، لهذه الحيل، التي تروّج وتزعم لوجود مسابقة أو طومبولا أو عملية توظيف كبرى بإحدى الشركات البترولية، مما سيغري المتلقين للرسالة إلى الدخول للرابط، والمشاركة من أجل الفوز بالهدايا أو رحلات سياحية، أو مبالغ مالية، مما سيعرضهم لتلقي برمجيات خبيثة على حساباتهم، والتي هي عبارة عن “فيروسات”، تعمل عادةً على جمع المعلومات، قد تشمل حتى ببياناتهم وجوانب من حياتهم الشخصية.

وما يعزّز أكثر فرضية الاختراق الالكتروني للحسابات الاجتماعية، باستخدام العلامة التجارية لـ “أرديس”، هو أن “القائمين على إطلاق المسابقة يزعمون أن متاجر “أرديس” بالجزائر ستحتفل بعيدها الثلاثون منذ إنشائها، وستمكّن الفائزين بهذه المناسبة من الفوز بهدايا ومبالغ مالية، ولكن في حقيقة الأمر، علامة “أرديس” الناشطة في مجال التوزيع واالفضاءات التجارية الكبرى (Hyper marché)، والتابعة للشركة الأم (Arcofina)، لم يمض على تأسيسها سوى تسعة (09) سنوات، وتم إطلاقها رسمياً يوم 05 جويلية 2012.

وبعد أن تلقى آلاف الجزائريين اليوم لتلك الرسائل المجهولة على حساباتهم باسم سلسلة متاجر “أرديس”، وأثارت جدلاً واسعاً على الشبكات الاجتماعية، أوضحت سلسلة متاجر “أرديس” في الجزائر، بخصوص ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن استغلال لعلامتها التجارية، أنها “لا تتحمّل مسؤولية تلك الرسائل المجهولة الواردة باسم علامتها التجارية”.

وقالت العلامة: “نعلم زبائننا الكرام أنّ مواقع تستعمل اسم محلنا بدون رخصة، وإذا استقبلتم رسالة مثلما في الصورة فـ”أرديس” لا تتحمل مسؤولية ذلك. شكرا على تفهمكم”.

وينصح خبراء تكنولوجيا المعلومات تجنب الولوج إلى الروابط المجهولة، التي يم إرسالها غالباً على بريد الشبكات الاجتماعية، والتي تكون الغاية منها في الغالب القرصنة واختراق الحسابات الاجتماعية، ويرون أن الحل الأمثل يكمن في مسح تلك الرسائل المحمّلة بالبرمجيات الخبيثة، وتوعية الناشطين على أن مثل هذه الروابط ما هي إلاً حيل وخدع يلجأ إليها القراصنة ومحترفي اختراق الحسابات من أجل الولوج لحساباتهم، والاطلاع على بياناتهم.

ع.ح