الجزائر

سماء صافية °C 22

تأخر شحنة غاز موريتانية.. تفاصيل جديدة حول أزمة تسرب حقل “السلحفاة أحميم”

ناقلة للغاز الطبيعي المسال الصورة: (ح/م)

لا تزال الضبابية تخيّم على مصير أول شحنة غاز مسال مخطط لتصديرها من موريتانيا. رغم مرور قرابة الشهر على وصول الناقلة البريطانية “بريتش سبونسر”. إلى حقل “السلحفاة أحميم” البحري. في ظل تعقيدات تقنية تؤجل بدء عمليات التحميل.

السلحفاة الكبير أحميم (GTA)، موريتانيا، السنغال، المحروقات، انبعاثات غازية، الغاز المسال، الغاز المسال،
حقل السلحفاة أحميم العملاق
الصورة: (ح/م)

كشفت مصادر متخصصة لـمنصة الطاقة وفقا لتحالف المشغل للحقل، الذي تقوده شركة “بي بي” البريطانية، عن تعرّض العمليات التشغيلية لـعثرات فنية خلال المرحلة التمهيدية. ما أدى إلى تأخير تحميل الشحنة المقدرة بـ76 ألف طن، والمتوقع تصديرها إلى الأسواق العالمية. وأشارت المصادر إلى أن الفريق الفني يعمل على حل الإشكالات، مع توقعات باستئناف العمليات بشكل كامل خلال 15 يومًا، تمهيدًا لإنجاز العملية التي تعتبر محطة فارقة في تاريخ الصناعة الطاقة الموريتانية.

في سياق متصل، جاءت هذه التحديات في أعقاب أزمة تسرّب غازي من البئر “إيه 02” غير التشغيلية في الحقل، والتي أعلن عن اكتشافها في 19 فبراير/شباط 2025، حيث نجح التحالف – وفق بيان وزارة الطاقة الموريتانية – في إغلاق التسرب بشكل نهائي مساء 12 مارس/آذار، بعد جهود استمرت 3 أسابيع طُبقت خلالها إجراءات طوارئ صارمة للحد من الآثار البيئية والاقتصادية.

يذكر أن الحقل، الذي يقع على عمق 2,850 مترًا تحت سطح البحر وعلى بُعد 120 كيلومترًا من الساحل، يمثل تحديًا تقنيًا استثنائيًا بسبب تعقيدات البنية التحتية. التي تشمل شبكة أنابيب ممتدة ووحدات إسالة عائمة، ما يفسر الحساسية التشغيلية في مراحله الأولى.

مشروع عملاق.. استثمارات ضخمة وطموحات إقليمية

يستند المشروع إلى احتياطيات غازية تقدر بـ15 تريليون قدم مكعبة، مستخرجة من حقلي “تورتو” (2015) و”أحميم” (2016). حيث تخطط “بي بي” للتطوير عبر 3 مراحل تتصاعد طاقتها من 2.5 مليون طن سنويًا في المرحلة الأولى إلى 10 ملايين طن بحلول المرحلة الثالثة.

من جهة أخرى، يتوزع العبء التمويلي بين تحالف دولي تهيمن عليه “بي بي” بحصة 56%، تليها “كوزموس إنرجي” الأميركية (27%). وبتروسين السنغالية (10%)، والشركة الموريتانية للهيدروكربونات (7%).

ترقب المراقبون الدوليون إعلان تفاصيل الشحنة الأولى، خاصة مع تصنيف موريتانيا كأحدث عضو في نادي الدول المُصدرة للغاز، وسط توقعات بأن تسهم طاقتها الإنتاجية في تعزيز سيولة سوق الغاز المسال العالمي، لا سيما في ظل الطلب المتصاعد على الطاقة النظيفة.

يبرز هذا المشروع التحدي المزدوج الذي تواجهه الدول الناشئة في قطاع الطاقة: الجمع بين التعقيدات التقنية للاستخراج البحري العميق، والضغوط اللوجستية لربط الإنتاج بالأسواق المستهدفة. بينما تظل “السلحفاة أحميم” اختبارًا حاسمًا لقدرة نواكشوط على تحويل الثروة الغازية إلى رافعة تنموية مستدامة.

أترك تعليق