الجزائر

سماء صافية °C 22

تحقيق دولي يكشف قائمة البلدان العربية التي تعرّضت للإصابة ببرنامج “بيغاسوس” التجسّسي الإسرائيلي

 

 

عادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الشهيرة إلى الحديث عن “برنامج بيغاسوس” الإسرائيلي، أخطر برنامج تجسسي تستخدمه عديد البلدان والحكومات لتتبع واختراق بيانات شخصيات معروفة ومؤثرة، وكذا هيئات ومنظمات فاعلة، لمعرفة نشاطاتهم وكل تنقلاتهم وتحركاتهم، باستخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيات المتوصل إليها، ومن دون التمكّن -غالباً- من اكتشاف أو رصد عملية الاختراق بالبرنامج  أو صدّها.

 

التحقيق الذي أجرته “واشنطن بوست” الأمريكية بالتنسيق والتعاون مع ستة عشرة (16) مؤسسة إعلامية أخرى بعشرة بلدان، وبإشراف من منظمة “Forbidden Stories” غير الربحية مقرها باريس، اطّلعت  “تادمسا نيوز” على بعض تفاصيله،

أثبت إصابة آلاف الأشخاص والهيئات والمنظمات بهذا البرنامج التجسيي، التابع لشركة برامج التجسس الإسرائيلية NSO Group، إذ تضمن أكثر من 50000 رقم هاتف لشخصيات مؤشرة (صحفيين، مسؤولين حكوميين، هيئات..) كانت أهدافًا لمراقبة لعملاء الشركة الإسرائيلية،

مشيراً إلى أن “نتائج التحقيق توصل إلى ثبوت ربط أكثر من 1000 مسؤول حكومي وصحفي ورجال أعمال ونشطاء حقوقيين بأرقام، والحصول على بيانات لـ 67 هاتفًا ظهرت أرقامهم في القائمة المحتمل تعرضها للاختراق والتتبع، حيث تبيّن بعد تحليل هذه البيانات جنائياً بواسطة “مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية”، أنّ 37 شخص من هؤلاء تم العثور على أدلة على محاولة اقتحام برنامج Pegasus الإسرائيلي لهم أو اختراق ناجح لبياناتهم الشخصية، وذلك بتتبع هواتفهم المحمولة عبر برمجيات خبيثة، تمكّن من معرفة كافة تحركاتهم وتفاصيل حياتهم، بدءً من المكالمات والرسائل النصية، المحادثات على مواقع التواصل الاجتماعي، البريد الوارد، وصولاً إلى التسجيلات الصوتية والاطلاع والتقاط الصور وتشغيل الفيديوهات، الوصول إلى المستندات وتحديد الأماكن عبر الأقمار الصناعية والتحكم في كيفية ضبط الهاتف والأرقام والأجندة وكذا شبكات “الواي فاي”، وكل ما تعلق بمواقع الانترنت المعتاد زيارتها باستخدام محركات البحث.

 

برنامج “بيغاسوس” الذي طورته الشركة الإسرائيلية “إن إس أو” بات السلاح العالمي الجديد لإسكات الصحفيين. هكذا عنون موقع  “فوربيدن ستوريس” تحقيقه، وتحدث عن اختراق مئات الهواتف الخلوية المملوكة لصحفيين وناشطين ومعارضين ومدافعين عن حقوق الإنسان بل وحتى رجال أعمال وقادة دول في حوالي عشرين بلدا.

ويقول الموقع الإخباري إن البرنامج استعملته عدد من الدول في مختلف أنحاء العالم لغرض التجسس.

من بين هذه الدول المكسيك والهند والمجر والمغرب. الشركة الإسرائيلية، وبحسب ما ورد في الموقع، أكدت أنها باعت البرنامج بهدف مكافحة الإرهاب ولاحقة شبكات الإجرام، لكن تم استخدامه لاختراق هواتف أشخاص معينين من قبل بعض الحكومات.

 

نتائج التحقيق نشرتها عدد من الصحف من بينها صحيفة “لوموند” التي كتبت أن صحفيين مغاربة معروفين بانتقادهم للسلطات قد تم اختيارهم كأهداف محتملة لهذا البرنامج الخبيث، كما تم اختيار حوالي ثلاثين صحفياً ومديرا لوسائل إعلام فرنسية ينتمون لمؤسسات إعلامية كصحيفة لوفيغارو ولوكانار أونشيني ولوموند والوكالة الفرنسية للأنباء وقناة فرانس 24. بعض الصحفيين تم اختراق هواتفهم فقط للحصول على دفتر عناوينهم بغرض استهداف أشخاص آخرين بحسب صحيفة “لوموند”.

 

وعن الزبائن المحتملين للشركة، أفاد تقرير “واشنطن بوست” الأمريكية، أن “شركة “NSO الإسرائيلية المنتجة والمطوّرة لبرامج التجسس (بيغاسوس)، لن تغامر بتقديم معطيات بهذا الحجم من الأهمية، نظراً إلى مضمون الاتفاقيات السرية المبرمة مع عملائها، لكنه أشار إلى أن مختبر “سيتيزن لاب Citizen Lab” سبق له وأن رصد إصابات ببرنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي في 45 موقعاً، يتضمّن الجزائر، البحرين، بنغلاديش، البرازيل، كندا، مصر، فرنسا، اليونان، الهند، العراق، إسرائيل، ساحل العاج، الأردن، كازاخستان، كينيا، الكويت، قيرغيزستان، لاتفيا، لبنان، ليبيا، المكسيك، المغرب، هولندا، عمان، باكستان، الأراضي الفلسطينية، بولندا، قطر، رواندا، المملكة العربية السعودية، سنغافورة، جنوب إفريقيا، سويسرا، طاجيكستان، تايلاند، توغو، تونس، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، أوغندا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وأوزبكستان واليمن وزامبيا.

 

وأشار إلى أن: “الإصابات ببرنامج تجسس “بيغاسوس” الإسرائيلي بنطاق بلدٍ ما لا يعني بالضرورة أنّ تلك الدولة زبونة للشركة، أو قامت بشراء هذا البرنامج لتعقب الأشخاص محل شبهة واهتمام، وإنّما يمكن أن يكون الاختراق والتعقب صادر من خارج نطاق البلد”.

 

وعن إمكانية معرفة فيما إذا كان في مقدور الشخص اكتشاف عملية الاختراق والتتبع لبرنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي وصدّها، أفاد التقرير أنه  تم تصميم برامج التجسس الحديثة خصيصاً لتجاوز الأنظمة، مع جعلها تبدو وكأنّ شيئًا لم يحدث، لذلك غالبًا ما يتعين فحص الهواتف المخترقة عن كثب قبل أن تتمكن من إظهار دليل على أنها مستهدفة”. وأضاف: أنّ “الهواتف الذكية لكل شخص تقريبًا معرضة للخطر، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يتم استهداف معظم مستخدمي الهواتف الذكية العاديين بهذه الطريقة”.

 

وبغضّ النظر عن المشتبه فيهم من المجرمين والإرهابيين، -يقول- فإن من المرجح أن يكون الصحفيون  والعاملين في مجال حقوق الإنسان والسياسيين والدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين وكبار رجال الأعمال وأقارب الشخصيات البارزة وشركائهم الأهداف الأساسية للمراقبة، في حين قد تقاوم بعض الهواتف الذكية المصممة خصيصًا – والمكلفة للغاية – لهذا الغرض، والتي تستخدم أنواعًا مختلفة من نظام التشغيل Android جنبًا إلى جنب مع إجراءات الأمان المتقدمة، هجمات برامج التجسس، ولكن -بحسبه-  لا توجد طريقة للتأكد من ذلك”.

 

هذا، وتتمتّع شركات التكنولوجيا وصانعي الأجهزة والبرامج مثل (أبل وغوغل) -على الأرجح- ، بحسب مضمون التقرير- بأكبر قدر من القوة لإحباط برامج التجسس، حيث قاموا بتحسين مستويات الأمان على أنظمة تشغيل هواتفهم الذكية لسنوات عديدة، لكن ليس بما يكفي لإحباط برامج تجسس Pegasus، والبرامج الضارة المماثلة لها تمامًا، فيما يمكن لشركات “الحوسبة السحابية” العملاقة اتخاذ إجراءات وقائية لمنع خوادمها من المساعدة في نقل هذه الهجمات السيبريانية إلى مستخدمي الانترنت. وتقول كل من Microsoft و Amazon Web Services إنهم اتخذوا إجراءات وتدابير لحظر البرامج الضارة عن خوادمها عندما علموا أن أنظمتهم تستخدم لنقلها.

 

ومجموعة ” NSO” هي شركة خاصة مقرها في إسرائيل، وهي شركة ناشطة في تصنيع برامج التجسس. تم تصميم منتجها المميز في عمليات التجسس والاختراق الالكتروني  Pegasus، لاختراق أجهزة iPhone و Android العالية الأمان والكثيرة التعقيد. تقول الشركة، التي تأسست عام 2010، إن لديها 60 عميلًا حكوميًا في 40 دولة. ويقال إن الشركة، التي لديها مكاتب في بلغاريا وقبرص، يعمل بها 750 موظفًا، وسجلت إيرادات تجاوزت 240 مليون دولار العام الماضي، وفقًا لوكالة “موديز”، وهي مملوكة بنسبة الأغلبية لشركة ” Novalpina Capital” بلندن.

 

عبدو.ح

أترك تعليق