تدشين مقرًا وزارياً بتقنيات مقاومة الزلازل في الجزائر

كشفت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” عن اقتراب تسليم المقر الجديد لوزارة السكن في منطقة دالي إبراهيم بالعاصمة الجزائرية. والذي يصنَّف كإنجاز هندسي استثنائي قادر على تحمل زلازل تصل قوتها إلى 8 درجات على مقياس ريشتر.

ينفذ المشروع شركة “CSCEC” الصينية، التي أدخلت تقنيات بناء متطورة لأول مرة في البلاد، ضمن تعاون ثنائي يبرز عمق الشراكة بين الجزائر والصين.
أفادت “شينخوا” من موقع المشروع، الذي دخل مراحله النهائية. أن العمال يجرون عمليات تنظيف دقيقة للأرضيات ذات التصاميم المعقدة. بينما يتابع المهندسون ضبط التجهيزات الداخلية في جميع الطوابق. وأشارت الوكالة إلى اكتمال الواجهة الخارجية للمبنى، التي تجمع بين الزجاج الأزرق الفاتح في البرج الرئيسي (بارتفاع 26 طابقًا) والزخارف الذهبية في المباني الفرعية. في تصميم يدمج الحداثة مع الإرث الثقافي الجزائري.

وبحسب الوكالة، صمم المقر ليشكل انسجامًا بصريًا مع معالم العاصمة التاريخية، مثل مقام الشهيد والجامع الأعظم. حيث يبرز كرمز جديد في أفق المدينة. كما أكد مسؤول من شركة “CSCEC” في تصريح نقلته “شينخوا” أن المشروع يضم أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة. منها أنظمة تحكم في الدخول والتكييف، جميعها صُنعت في الصين.

كما أبرزت “شينخوا” أن المبنى يطبق لأول مرة في الجزائر تقنيات صينية صارمة لمقاومة الزلازل، تشمل هياكل داعمة قادرة على امتصاص الصدمات، ومواد بناء مرنة، وأنظمة مراقبة ذكية. وأوضح مهندس جزائري يعمل بالمشروع. بحسب ما نقلته الوكالة، أن هذه التقنيات “ستغير معايير البناء في البلاد”، خاصة في المناطق المعرضة للهزات الأرضية.

تعاون صيني-جزائري: نموذج يُحتذى في إفريقيا

وفي سياق أوسع، ذكرت “شينخوا” أن هذا المقر يضاف إلى سلسلة مشاريع كبرى أنجزتها الشركات الصينية في الجزائر، مثل الجامع الأعظم (ثالث أكبر مسجد في العالم) والمحطة الجديدة لمطار الجزائر الدولي. مما يعكس تعميق الشراكة بين البلدين. وأكدت الوكالة أن التعاون الصيني-الجزائري تجاوز مرحلة البناء ليشمل نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات، مما يدعم مسيرة التنمية المحلية.

من ناحية جمالية، لفتت “شينخوا” إلى أن التصميم الخارجي للمقر يستوحي عناصر من التراث الجزائري. بينما تضفي التجهيزات الداخلية الحديثة لمسة عصرية. مما يجعله نموذجًا للدمج بين الهوية الوطنية والتكنولوجيا المتقدمة. كما يُتوقع أن يسهم المقر في رفع كفاءة الخدمات الحكومية، عبر مكاتب مجهزة بأنظمة إلكترونية متكاملة.

في الختام، أكدت “شينخوا” أن هذا المشروع يبرز دور التعاون الدولي في دعم البنية التحتية الذكية. مع تركيز الجزائر على تبني حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المناخية والزلزالية، في إطار رؤية تهدف إلى بناء مدن مستدامة ومستعدة للمستقبل.