الجزائر

سماء صافية °C 22

تراجع صادرات النفط الروسية .. موسكو تواجه صعوبات في بيع الخام إلى الهند

حفارات النفط الصورة: (ح/م)

  تراجعت شحنات النفط الروسية المنقولة بحراً للأسبوع الثاني على التوالي. وذلك في ظل صعوبات متزايدة تواجه موسكو في بيع الخام الرئيسي من المحيط الهادئ إلى الهند. مما ينذر بمزيد من التحديات في الأسابيع القادمة.

حظر النفط الروسية
حظر النفط الروسية

تواجه الحكومة الروسية تحديات متزايدة في إيصال خام “سوكول” إلى الهند، حيث تُعتبر الهند السوق الرئيسية للخام المنتج من مشروع “سخالين 1”. تثير قلق مصافي التكرير في الهند بشأن تعرضها لعقوبات أميركية بسبب اعتبار الخام الروسي سوكول مرتفع التكلفة مقارنة بالبدائل المتاحة.

وعلى الرغم من تسليم شحنتين مؤخرًا إلى الهند بعد انقطاع دام أكثر من شهرين، فإن الصعوبات التي تواجهها روسيا لم تنته بعد، إذ لا تزال 13 شحنة على الأقل، تحمل ما يقارب 9 ملايين برميل من النفط الخام، قابعة على متن سفن، دون أن تجد وجهة أخرى.

وتتفاقم المشكلة بالنسبة لروسيا مع نقص السفن المتاحة، حيث أن جميع الناقلات المكوكية السبع المتخصصة في نقل النفط الخام من محطة التصدير تحمل بضائع على متنها، مما يعرقل قدرة البلاد على استقبال شحنات جديدة.

وقد شهدت شحنات النفط الخام الروسية انخفاضًا بنحو 360 ألف برميل يوميًا في الأسبوع المنتهي في 18 فبراير، لتصل إلى 3.13 مليون برميل يوميًا، مما أدى إلى هبوط الصادرات بمقدار 150 ألف برميل يوميًا على أساس أسبوعي.

وفي محاولة للتصدي لهذا التراجع، أعلنت روسيا عزمها على خفض صادراتها النفطية بمقدار 500 ألف برميل يوميًا خلال الربع الأول من العام الحالي، بعد موافقة أعضاء “أوبك+” على فرض المزيد من قيود الإنتاج.

وفيما يتعلق بالقيم، فقد شهدت القيمة الإجمالية لصادرات النفط الخام الروسية انخفاضًا للأسبوع الثاني على التوالي، حيث تراجعت إلى 1.55 مليار دولار في الفترة حتى 18 فبراير، في حين استمر متوسط الدخل لأربعة أسابيع في الارتفاع.

يظهر هذا التطور الأخير تزايد الضغوط على القطاع النفطي الروسي. مما قد يؤثر على الأسواق العالمية للنفط في الفترة القادمة، ويعكس الصراعات الجيوسياسية والتجارية المتزايدة على الساحة الدولية.

 تدفقات النفط الروسي تظهر زيادة رغم انخفاض الشحنات الأسبوعية

تعتبر صادرات النفط الروسية من المحيط الهادئ إلى الهند جزءًا أساسيًا من الاقتصاد النفطي العالمي. ومؤخرًا شهدت هذه الصادرات تحديات متعددة. في الوقت الذي يواجه فيه موسكو صعوبات في توجيه شحنات النفط إلى الهند، تشير التقارير إلى أن تدفقات النفط الروسي قد شهدت زيادة، ما يشير إلى تطورات متعددة في سوق النفط العالمي.

وفقًا للبيانات الأخيرة، فإن تدفقات النفط الخام الروسي المنقول بحراً قد إرتفعت إلى 3.27 مليون برميل يوميًا في الأسابيع الأربعة حتى 18 فبراير، مقارنة بمتوسط 3.25 مليون برميل يوميًا في الفترة السابقة. وعلى الرغم من انخفاض الشحنات الأسبوعية، إلا أنها تظل قريبة من الهدف المسجل لروسيا في الربع الأول من العام.

يعزى هذا الارتفاع في التدفقات جزئيًا إلى فتح روسيا لأسواق جديدة لاستقبال النفط الروسي، حيث يتجه كمية معينة من الخام الروسي إلى فنزويلا على متن ناقلة النفط العملاقة “ليغيرا” (VLCC Ligera).

كما تتجه شحنة أخرى إلى تيما في غانا، حيث بدأت مصفاة جديدة في معالجة النفط الخام، ومن المقرر أن تعمل المصفاة بطاقة تصل إلى 40 ألف برميل يوميًا في البداية، ثم ترتفع إلى 100 ألف برميل مع استكمال المرحلة الثانية.

ومن ناحية أخرى، يظل متوسط الأسابيع الأربعة متأثرًا بالعوامل الخارجية مثل العواصف والأحداث الجيوسياسية، حيث أغلقت عاصفة ميناء “كوزمينو” على المحيط الهادئ لمدة خمسة أيام، كما تعطلت الشحنات من “أوست لوغا” بسبب غارة بطائرة بدون طيار على مصفاة مجاورة.

يظهر هذا التطور الأخير تعقيدات سوق النفط العالمية، حيث تواجه روسيا تحديات في توجيه شحناتها، وفي الوقت نفسه تسعى للتوسع في أسواق جديدة، مما يعكس تحولات متعددة في صناعة الطاقة العالمية.

أترك تعليق