ترامب يعلق الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها بلاده على كندا لمدة 30 يوماً. وذلك عقب اتخاذه قراراً مماثلاً بشأن المكسيك، في خطوة تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات التجارية مع الجارتين الشماليتين للولايات المتحدة. وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية.

وأوضح ترامب، في منشور عبر منصته “تروث سوشيال” أمس الاثنين. 03 فيفري 2025 أن قرار التعليق جاء عقب اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. حيث أكد الأخير التزام بلاده بتعزيز التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة. مشيراً إلى موافقة كندا على اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تدفق المخدرات القاتلة، مثل الفنتانيل، عبر الحدود الشمالية.

كما كشف ترامب عن أن كندا بصدد تنفيذ خطة أمنية بقيمة 1.3 مليار دولار لتعزيز أمن الحدود، تشمل اقتناء مروحيات جديدة، وتحديث تقنيات المراقبة. وتوظيف كوادر إضافية. وضمن التزامات أوتاوا الجديدة. أعلن ترودو تعيين مسؤول مختص بمكافحة تهريب الفنتانيل. إضافة إلى تصنيف عصابات التهريب ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

وشملت الإجراءات أيضاً تعزيز المراقبة الحدودية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وإطلاق قوة مشتركة بين البلدين لمكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات وغسل الأموال. إلى جانب توجيه استخباراتي جديد لدعم جهود مكافحة الفنتانيل بميزانية إضافية تقدر بـ200 مليون دولار.

تعليق الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات المكسيكية

وفيما يتعلق بالمكسيك، أشار ترامب إلى تعليق الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات المكسيكية اعتباراً من 4 فبراير الجاري. مقابل التزام مكسيكو سيتي بتعزيز أمن الحدود مع الولايات المتحدة. وأضاف أن القرار جاء بعد “محادثة ودية للغاية” أجراها مع الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم. حيث اتفق الطرفان على تجميد الإجراءات التجارية مؤقتاً بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي خلال شهر، بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من البلدين.

وأوضحت شينباوم، خلال مؤتمر صحفي في مكسيكو سيتي، أن المكسيك ستنشر عشرة آلاف جندي من الحرس الوطني على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لمنع تهريب المخدرات. مشيرة إلى التزام واشنطن باتخاذ تدابير مشددة لمنع تهريب الأسلحة عالية الذخيرة إلى بلادها.

وفي كندا، أسفر القرار الأميركي عن تراجع مقاطعة أونتاريو -أكبر مركز اقتصادي في البلاد- عن قرارها السابق القاضي بمنع الشركات الأميركية من التنافس على العقود الحكومية، وهو الإجراء الذي كان من شأنه أن يحرم هذه الشركات من عشرات المليارات من الدولارات. وقال رئيس وزراء المقاطعة دوغ فورد إن “تعليق الرسوم الجمركية منحنا فرصة للتفاوض وتهدئة الأوضاع”. لكنه شدد على أن التهديدات التجارية الأميركية لا تزال تشكل خطراً على اقتصاد بلاده.

الصين ترد

وفي المقابل، لم تتأخر الصين في الرد على التحركات الأميركية. حيث أعلنت وزارة المال الصينية فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على وارداتها من الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة. إضافة إلى رسوم بنسبة 10% على النفط الخام والآلات الزراعية والمركبات الكبيرة. وأوضحت بكين أن هذه الإجراءات تأتي كرد مباشر على “الزيادات الأحادية الجانب” التي فرضتها واشنطن في عطلة نهاية الأسبوع.

وفي أوروبا، أثارت سياسات ترامب مخاوف من احتمال فرض ضرائب إضافية على صادرات الاتحاد الأوروبي. حيث حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من أن بروكسل “سترد بحزم” في حال استهدفت إدارة ترامب الشركاء الأوروبيين بإجراءات مماثلة. وقالت دير لاين، عقب قمة غير رسمية لقادة الاتحاد الأوروبي، إن التكتل يسعى لحوار “قوي وبنّاء” مع الولايات المتحدة. لكنه مستعد أيضاً لأي تصعيد محتمل في العلاقات التجارية بين الجانبين.