الجزائر

سماء صافية °C 22

تعافي الاقتصاد العالمي بين السرعة والهشاشة

كشفت تقارير اقتصادية عن استعادة الاقتصاد العالمي لعافيته بشكل سريع، مرتكزا على قدرة العديد من دول العالم على تجاوز الآثار السلبية لجائحة كوفيد 19، إلا أن مجلة الإيكونوميست ذكرت في تحليلها أن التعافي يحدث بسرعة ولكن بطريقة هشة.

واعتبر العديد من الخبراء والمتابعين للشأن الاقتصادي، أن هشاشة التعافي الاقتصادي العالمي تعود إلى عدة أسباب، أهمها الديون العالمية، التضخم وافتقاد العدالة في توزيع اللقاح، وأن إجمالي الديون العالمية وصل إلى 280 تريليون دولار وهو رقم يوازي 3 أمثال الناتج العالمي، ما يستدعي دق ناقوس الخطر أمام صانعي القرارات الاقتصادية في الدول التي تضررت بشدة من الجائحة، بالرغم من قيام البنك الدولي ببعض التدابير للحد من آثار الجائحة، خصوصا عند 75 دولة التي تعتبر الأكثر فقرا وتأثرا من الناحية الاقتصادية.

وحسب تصريحات الخبير الاقتصادي، الدكتور كمال سي محمد الاعلامية، فأن أكثر دولة استفادت وستستفيد من أزمة كورونا هي الولايات المتحدة، ثم الصين، فأمريكا ضخت تريليونات الدولارات عن طريق التيسير الكمي، وهذه الأموال وفق مصيدة السيولة لم تستثمر بعد، ولا زالت عند البنوك، منتظرة بهذا حدوث التعافي وارتفاع أسعار الفائدة، التي لا تزال منخفضة.

كما أضاف ذات المتحدث ان الانطلاق في الاقتصاد سيتم مع إقدام المستهلك على السوق، مما سيسمح للبنوك بتحقيق أرباح هائلة، وإنعاش الاقتصاد، فدول بركسيت مثل الهند والبرازيل، كانت تنموا بمعدلات متسارعة تقترب من 7 إلى 8%، إلا أنها وخلال السنوات القادمة ستقترب نسبة النمو من النصف في أحسن الأحوال، على عكس الدول صاحبة الاحتياطات الكبيرة، المعتمدة على أسعار النفط، لتبقى  الولايات المتحدة ثم الصين تتصدران النمو والمنافع تليها النمور الآسيوية بأقل نسبة.

من جهة أخرى وفي تصريحات إعلامية، قال البروفيسور والأستاذ في مركز الشرق الأدنى للدراسات الإستراتيجية بواشنطن ديفيد دي روش، إن النظم السياسية في الشرق الأوسط تؤثر في الاقتصاد بشكل مباشر، ولذلك فالدول التي تعاني من نظم غير مستقرة عانت بشدة.

مشيرا إلى أن إيران تقوم بدعم العديد من الميليشيات المسلحة وهذه تعتبر وسيلة مكلفة لاستعراض القوة، ولذلك فقد عانت بشدة من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن كوفيد 19، خاصة مع تعدد العقوبات الاقتصادية التي تعرضت لها بسبب سلوكها السلبي في المنطقة.

وأضاف دي روش أن النظم المستقرة في الشرق الأوسط نجحت في التعافي بسرعة وقدمت مؤشرات جيدة جدا مثل مصر التي شهدت انتعاشا سريعا لقطاع السياحة. كما أن دول الخليج العربي أثبتت قدرتها على أن تكون مركزا للاستقرار الاستراتيجي بالمنطقة بشرط أن تنسق المواقف فيما بينها وتتوحد في قراراتها وهو ما يجعلها قادرة على مساعدة دول المنطقة الأكثر فقرا في التعافي والتقدم من الناحية الاقتصادية.

أترك تعليق