تفاصيل جديدة حول تصنيع السيارات في الجزائر

أعلنت شركة “جيتور الجزائر“، اليوم السبت 20 أفريل 2025، عن توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الصناعة الجزائرية. وذلك بالشراكة مع الفاعل المحلي “فوندال”. في خطوة وُصفت بأنها محطة استراتيجية نحو بناء صناعة مركبات وطنية متكاملة تعزز السيادة الصناعية وتدعم الاقتصاد المحلي.

ووفقًا لما ورد في بيان الشركة، فإن هذه الاتفاقية تمثل مرحلة مفصلية في مسار توطين صناعة السيارات في الجزائر، ويُعوّل عليها للمساهمة في خلق مناصب شغل جديدة، وتعزيز نقل التكنولوجيا، وتطوير المهارات المحلية على مستوى سلسلة القيمة الصناعية.

وحسب ما جاء في بنود المذكرة، فإن الأهداف الاستراتيجية للمشروع تتمحور حول تحقيق اندماج صناعي فعلي من خلال تمكين المصنعين من الاعتماد على مكوّنات محلية الصنع وتقليص اللجوء إلى استيراد الأجزاء والتجهيزات. كما تسعى الاتفاقية إلى توفير بيئة مواتية لصناعة قطع الغيار، عبر دمج الموردين الوطنيين في سلسلة الإنتاج سواء على المستوى المحلي أو العالمي، مع ضمان نسبة إدماج مرتفعة منذ الانطلاقة الفعلية للنشاط الصناعي.

وفي السياق ذاته، شدّد البيان على أهمية تشجيع التعاون بين مصنّعي السيارات والموردين المحليين لقطع الغيار والإكسسوارات. بهدف إنتاج مركبات ذات جودة عالية تستوفي المعايير التقنية الدولية، وذلك بالتوازي مع تمكين هؤلاء الموردين من الحصول على المصادقات التقنية اللازمة للاندماج الكامل في المنظومة الصناعية.

وتعتبر هذه الاتفاقية خطوة عملية لتجسيد توجه الجزائر نحو التحرر من التبعية للاستيراد. وتعزيز القدرات الإنتاجية المحلية، خاصة في ظل الديناميكية الصناعية التي تعرفها البلاد منذ صدور قانون الاستثمار الجديد. كما تعكس التزام شركة “جيتور الجزائر” بمرافقة جهود الدولة في بناء صناعة سيارات تنافسية، قادرة على الاستجابة لحاجيات السوق الوطنية والانفتاح على التصدير مستقبلاً.

ومن المنتظر أن يسهم هذا المشروع في إحداث حركية اقتصادية وتكنولوجية على مستوى عدد من الولايات الصناعية، لا سيما من خلال فتح آفاق جديدة أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الناشطة في مجال المناولة، إلى جانب نقل الخبرة والمعرفة عبر التكوين الموجه للشباب والمهندسين.

كما يعَد دخول “جيتور الجزائر” إلى هذه المرحلة من الشراكة مع وزارة الصناعة و”فوندال” مؤشرًا قويًا على جدية الرؤية الحكومية نحو خلق منظومة صناعية فعّالة ومستدامة. تراهن على الجودة والتكامل المحلي لرفع تحديات المرحلة المقبلة، وتأكيد مكانة الجزائر كقطب صناعي ناشئ في منطقة شمال إفريقيا.