- وزير العمل يحسم الجدل: لا ديون للجزائر في المستشفيات الفرنسية
- الفريق أول شنڨريحة يزور شركات الصناعة الدفاعية بالهند
- رفض 10 مرشحين لانتخابات مجلس الأمة بسبب المال المشبوه
- المغرب.. نقابات تُصعّد ضد الحكومة وتتوعد بإسقاط قانون الإضراب
- لبنان يكسر الجمود السياسي.. حكومة جديدة لمواجهة الإنهيار الاقتصادي
- 176 مليون دج لدعم العمليات التضامنية في قسنطينة خلال رمضان
- رئيس الحكومة التونسية يشيد بدعم الجزائر ويؤكد على وحدة المصير
- الجزائر-إفريقيا.. لقاء استراتيجي لتعزيز التكامل الطاقوي في داكار
- انطلاق أشغال خط السكة الحديدية الجزائر-تمنراست في هذا التاريخ
- 24.3 مليون طن.. ميناء سكيكدة يسجل نموًا قياسيًا في 2024
- العرباوي يؤكد على وحدة المصير والتعاون الاستراتيجي بين الجزائر وتونس
- زبدي ومعنصر لـ”تادامسا نيوز”: الفوترة الشهرية بين التخفيف والمخاوف
- الجزائر تمنح الترخيص لأول مصرف تركي
- إطلاق أكبر مركز لتأشيرات شنغن في إفريقيا بالجزائر
- ميتا تُعيد الهيكلة: تسريح واسع وتوظيف مكثف للذكاء الاصطناعي
- تحالف الطاقة الخفي: واشنطن وطوكيو تخططان لمشاريع في قلب ألاسكا
- اضطرابات في سوق النفط الأوروبية وسط تراجع الأسعار وإغلاقات المصافي
- الدولار يرتفع وسط تجدد المخاوف من الرسوم الجمركية في عهد ترمب
- العرباوي والمدوري يُحييان ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف
- أحكام ثقيلة في قضية فساد “موبيليس”.. إدانة مسؤولين وأوامر بالقبض الدولي

شهدت الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة، اندلاع موجةً من الحرائق في عديد الولايات، محدثةً هلعاً كبيراً في الساحة، وتجنداً كبيراً من طرف مختلف الهيئات والفاعلين وكذا فعاليات المجتمع المدني من أجل مجابهة توسع النيران، والحد من تفاقم حجم الخسائر المادية والبشرية المسجلة، كان أكبرها وأخطرها سلسلة الحرائق التي اندلعت يوم الاثنين المنصرم بجبال وغابات ولاية تيزي وزو، المعروفة بغاباتها الكثيفة، وبتمركز غالبية السكان بالقرى والمداشر بأعالي الجبال.
فبصرف النظر عن الخسائر المادية الفادحة التي تكبدتها المنطقة إلى غاية اليوم، بالتهام ألسنة اللهب لآلاف الهكتارات من المساحات الغابية والحقول الزراعية، إلى المستثمرات الفلاحية (الدواجن، الأنعام..)، وصولاً إلى الممتلكات الشخصية والعامة، كالمنازل، السيارات.. إلاّ أنّه كان لتلك الحرائق وقع كبير على السكان، حيث تم تسجيل خسائر بشرية معتبرة، تجاوزت 65 ضحية كحصيلة أوّلية، منها 25 عسكرياً استشهدوا في أرض الميدان، وهم يؤدون مهامهم النبيلة في إنقاذ العائلات المحصورة وسط الحرائق.
وعرفت ولاية تيزي وزو وحدها نشوب عشرات الحرائق التهمت آلاف الهكتارات من المساحات الغابية بالمناطق الجبلية، على غرار أيث يني، الأربعاء نايث إيراثن، بوغني، لتمد إلى معظم جبال جرجرة بأعالي الولاية، إلى جانب 51 حريقاً في 16 ولاية أخرى، بينها جيجل وبجاية والطارف الواقعة عند حدود تونس. وبين من يرجع أسباب الحرائق التي شهدتها ولايات الجزائر، منها تيزي وزو، إلى عوامل طبيعية، ناجمة عن التغيرات المناخية والتلوث، إلى جانب نقص الوعي في الحفاظ على الغطاء النباتي والغابي، تمّ اتهام جهات في الوقوف وراء اندلاع الحرائق بغابات الجزائر.
الحرائق مدبّرة.. جاءت بعد تصريحات رئيس الجمهورية
وقال عبد القادر عمروش، وكيل الجمهورية لدى مجلس قضاء تيزي وزو خلال ندوة صحفية، أن موجة الحرائق المسجلة كانت بفعل فاعل، هي نتيجة فعل إجرامي، و تأتي نتيجة لعديد المعطيات، مشيراً إلى أنّ “هذا الفعل الإجرامي جاء نتيجة لتسلسلات من الإجراءات التي إتخدتها السلطات العليا في البلاد، وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بدءً من اللقاء الذي عقده مع الصحافة، حيث تطرق واتخذ قرارات هامة تخص حماية الثروة الغابية.
وأضاف ذات المتحدث، أنّ “نتيجة لهذا التصريح، وبعدها مباشرة اندلعت هذه النيران على مستوى ولاية تيزي وزو”،
مبرزاً أنّ “هذه النيران التي اندلعت في آن واحد في نقاط غابية مختلفة، وفي زمان قريب جداً وفي حيز جغرافي مختلف، هذا عبر ولاية تيزي وزو فقط، بغض النظر عن باقي الولايات، هذه عملية مدبرة من أشخاص وأطراف لايريدون الخير لهذه البلاد”.
وكان رئيس الجمهورية، قد تطرّق في لقاءٍ جمعه بأسرة الإعلام، إلى عدّة نقاط أساسية تشكل محور اهتمام الجزائريين، منها الوضع الصحي الراهن للبلاد، البطالة، إلى جانب المالية والبنوك، بالحديث عن احتياطي الصرف فوق 44 مليار دولار، والفلاحة والصناعات، التي قال فيها أن “الجزائر تملك قدرات هائلة في الصناعة التحويلية، والإنتاج الفلاحي وافر والغطاء النباتي كبير لا بد من تحويله”. كما قال أن “الجيش هو العمود الفقري للدولة، وأنه ضمان لحمة الجزائريين في كل الميادين”. وأن ” أشخاصاً تم تسخيرهم من طرف أجانب وأطراف تريد تكسير البلاد، يتعدون على الأطباء”.
الجزائريون يتضامنون بقوة مع المتضررين من حرائق تيزي وزو
وعلى وقع ارتفاع ألسنة اللهب بجبال تيزي وزو، وامتدادها على كافة غابات المنطقة، ارتفع عدد ضحايا الحرائق بذات المكان إلى أكثر من سبعين شخصاً، من بينهم 28 جندياً على الأقل قضوا أثناء محاولتهم إنقاذ المتضررين، في وقت أجلت السلطات السكان نحو الأماكن الآمنة، البعيدة عن مخاطر الحرائق. وأحدثت الصور والفيديوهات المتداولة على نطاقٍ واسع على الشبكات الاجتماعية تعاطفاً ودعماً كبيرين لأسر الضحايا من المدنيين والعسكريين، وتم تنظيم هبّات تضامنية كبرى، جاءت من أغلب الولايات، للمساعدة في إخماد الحرائق، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمتضررين في المناطق المنكوبة من جراء النيران. واستقبلت المناطق المتضررة قوافل خيرية تضامنية من أشقائهم الجزائريين في الولايات الأخرى، من أجل دعمهم ومساندتهم في مجابهة المحنة، لاسيما وأن العديد منهم خسر معظم ممتلكاته من أراضي فلاحية وحقول وأنعام، إلى جانب احتراق منازلهم ومركباتهم.
تسخير جل الإمكانات لوقف زحف النيران.. مروحيات “مي26” العملاقة في المقدمة
وسخرت فرق الإطفاء التابعة للحماية المدنية كامل إمكانياتها المادية والبشرية من أجل الحد من اتساع رقعة الحرائق بأعالي جبال ولاية تيزي وزو والمناطق المجاورة لها، وإخمادها في أقصر مدة ممكنة، وهذا إلى جانب الدعم والمساعدة الكبيرة التي سخرتها قوات الجيش الوطني الشعبي في هذا الصّدد، من أجل حصر رقعة الحرائق والحفاظ وإنقاذ حياة الأهالي من جحيم النيران.
وفضلاً عن عربات الإطفاء وعتاد إخماد النيران، فقد تم وضع عدة مروحيات تابعة للجيش لتكون في خدمة عمليات الإطفاء للحرائق بجبال تيزي وزو، منها مروحيات ثقيلة من طراز “مي-26” الروسية العملاقة.
وأعلنت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، عن إقحامها لمروحيات من نوع MI26 تابعة للقوات الجوية للمشاركة في إخماد الحرائق بكل من ولايتي تيزي وزو خاصة في المناطق ذات التضاريس الوعرة التي يصعب الوصول إليها، مشيرةً -حسب بيان وزارة الدفاع الوطني- إن هذه المروحيات تتميز بقدرة حمولة كبيرة ودقة عالية خاصة في المناطق الوعرة والظروف المناخية المعقدة التي سببتها الحرائق المنتشرة.
وأضاف: أن “إقحام مثل هذا النوع من المروحيات يشكل دعما كبيرا لعمل مفارز الجيش الوطني الشعبي في الميدان، إلى جانب مصالح الحماية المدنية في إخماد الحرائق المندلعة بمختلف المناطق الغابية، والقرى والمداشر المنكوبة”. كما تم تسخير إلى جانب هذه المروحيات الضخمة، كافة الإمكانيات البشرية والمادية، على غرار الآليات والجرافات لشق مسالك في المناطق الوعرة ووقف زحف النيران، تبقى مستمرة حتى الإخماد النهائي لهذه الحرائق.
جريمة شنيعة تهزّ أعالي منطقة لاربعاء نايث إيراثن.. والمجرمون يوثقون جرمهم
وأقدم عشرات الشباب بأعالي منطقة لاربعاء نايث إيراثن على الاعتداء و تعنيف شخص قادم من مدينة خميس مليانة، ولاية عين الدفلى من أجل تقديم يد العون والمساعدة في الهبة التضامنية الموجهة لسكان المناطق المتضررة من حرائق الغابات، وهذا بعد اتهامه بإشعال النيران، دون أي دليل أو مبرر، ومن ثم يقوم هؤلاء البلطجية بجريمتهم أمام الملأ، بقتل الضحية، وإضرام النيران في جسده، في مشهد تقشعر له الأبدان، وتوحي إلى مدى الإجرام الذي بلغه أولئك القتلة.
وأحدثت هذه الواقعة حزناً وصدمةً كبيرة في الجزائر، لا سيّما بعدما تبين أن الضحية (جمال بن إسماعيل) بريء وأنه جاء متطوعا لتقديم المساعدة. وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي توثق لحظات سحل الشاب وقتله في منطقة الأربعاء نايث إيراثن للاشتباه في محاولة افتعاله حرائق غابات في المنطقة.
ويظهر في مقاطع الفيديو، مجموعة من الشبان ممسكين بالشاب ومصرين على الانتقام منه، ليتدخل رجال الشرطة وينتزعوه منهم لأخذه للتحقيق. ولكن عاد الشبان الغاضبون وسحبوه من سيارة الشرطة وقتلوه وحرقوا جثته وصوروا ذلك، ما أثار استنكاراً واستهجاناً واسعاً.
وبعد وقت قليل من انتشار فيديو الشاب، ردت مجموعة من الأشخاص من مدينة مليانة على الفيديو، مؤكدين أن الذي تم إحراقه هو ابن مدينتهم، وهو فنان موسيقي يدعى جمال بن إسماعيل، وقد تنقل للمنطقة المتضررة محملاً بأدواته من أجل تقديم المساعدة للأهالي في إخماد حرائق تيزي وزو.
وأثار ذلك استياءً وغضباً عاما كبيراً في الجزائر، وتعاطفا مع الضحية وعائلته وسط دعوات لمحاسبة المعتدين والقتلة، فيما رفض والده أن تُستغل وفاة فلذة كبده لإشعال نار الفتنة وطالب السلطات بتطبيق القانون.
طائرات من بلدان أجنبية لإخماد النيران
وأعلن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون تجنيد كل أجهزة الدولة لمواجهة توسع الحرائق، معلناً وصول 3 طائرات إطفاء من كل من إسبانيا وسويسرا. وقال تبون إن أغلب الحرائق التي تشهدها بلاده كانت “بأياد إجرامية” وأعلن توقيف 22 مشتبها بهم لإشعالهم الحرائق في عدة ولايات، وأخطرها التي كانت في تيزي وزو.
وأضاف تبون -في خطاب وجهه للشعب وبثه التلفزيون الرسمي- أن عدد المشتبه بهم بإضرام النيران في غابات البلاد بلغ 22 شخصا، بينهم 11 في تيزي وزو، و2 في جيجل و4 في عنابة.
ولم يذكر المناطق التي ألقي القبض فيها على باقي المشتبه بهم. وكان الرئيس قد أعلن، الحداد الوطني على أرواح الضحايا لمدة 3 أيام، ابتداء من الخميس، وتشهد 18 ولاية منذ أيام حرائق كبيرة، تفاقمت بفعل موجة حر شديدة ورياح جنوبية قوية.
وشاركت طائرتان فرنسيتان قاذفتان للمياه، الخميس، في الجهود المبذولة في منطقة القبائل، ويُتوقع أن تصل ثلاث أخرى، من إسبانيا وسويسرا بحسب الرئيس، عبد المجيد تبون. وأفاد شهود بأن “السكان تنفسوا الصعداء” مع وصول تلك الطائرات، الخميس.
وقال قائد فرقة كنادير الفرنسية، كريستيان مافري، الذي وصل الخميس مع سبعة طيارين، إن قاذفات المياه “نفذت 40 طلعة أمس و144 اليوم”. وأضاف “نعمل بلا توقف، نحن منهكون”.
وأكد مافري أن “الأمور هدأت هذا المساء”، مشيرا إلى أن “المساحة التي تحترق شاسعة. لقد حمينا بشكل أساسي القرى”، ولافتاً إلى تنفيذ طلعات بين بجاية والجزائر. إلى غاية اليوم، تمكنت الجهود من السيطرة على أغلب الحرائق التي تم تسجيلها منذ أسبوع.
عبدو.ح
رابط دائم :
https://tdms.cc/30eco