خام برنت فوق 65 دولارًا رغم تراجع أسعار النفط العالمية

بدأت أسعار النفط تعاملات اليوم الثلاثاء، 29 أبريل 2025، على انخفاض ملحوظ، في ظل تزايد المخاوف لدى المستثمرين بشأن مستقبل الطلب العالمي على الخام، نتيجة تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم.

وأدى استمرار التصعيد في الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وردّ بكين عليها برسوم جمركية مضادة، إلى تعميق حالة عدم اليقين في الأسواق، ما انعكس سلبًا على أسعار النفط، وسط تحذيرات متزايدة من دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود خلال عام 2025.

أداء الأسواق اليوم

بحلول الساعة 06:00 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، سجّلت أسعار النفط تراجعًا على النحو التالي:
– عقود خام برنت الآجلة (تسليم يونيو 2025) انخفضت بمقدار 44 سنتًا أو 0.7% لتسجل 65.42 دولارًا للبرميل.
– عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي الآجلة (تسليم يونيو 2025) تراجعت بـ40 سنتًا أو 0.6% لتصل إلى 61.65 دولارًا للبرميل.

وكان الخامان القياسيان قد تراجعا بأكثر من دولار في ختام تعاملات أمس الإثنين، حيث خسر برنت نحو 1.5% ليستقر عند 66 دولارًا، في حين هبط غرب تكساس بالوتيرة نفسها إلى 62.05 دولارًا.

تصريحات وتحليلات السوق

وفي هذا السياق، قالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في مؤسسة فيليب نوفا، إن الأسواق تتابع عن كثب مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، مشيرة إلى أن تدهور العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين يهدد بانزلاق الاقتصاد العالمي إلى حالة من الركود. وأضافت أن “غياب مؤشرات ملموسة على تحسّن الطلب الصيني. إلى جانب انعدام الثقة في الطلب المستقبلي عالميًا، سيؤثر على أسعار النفط خلال الفترة المقبلة”.

كما يأتي تراجع الأسعار في وقت تواصل فيه إدارة الرئيس ترامب فرض تعريفات جمركية شاملة على الواردات الأميركية، ما أدى إلى توتر العلاقات التجارية مع الصين، التي بدورها ردّت بإجراءات مماثلة طالت واردات أميركية رئيسية.

كما أدى هذا التوتر إلى خفض توقعات الطلب العالمي، ودفع العديد من المحللين إلى تعديل تقديراتهم، وسط مخاوف من زيادة الفائض في المعروض النفطي.

توقعات المؤسسات الدولية وتحوّلات أوبك+

في هذا الإطار، خفّض بنك باركليز، أمس الإثنين، توقعاته لسعر خام برنت خلال عام 2025 بمقدار 4 دولارات ليصل إلى 70 دولارًا للبرميل. مشيرًا إلى تصاعد التوترات التجارية. وتحوّل سياسة الإنتاج لدى تحالف أوبك+ كعوامل مؤثرة. وأوضح البنك أن السوق قد تشهد فائضًا في المعروض يصل إلى مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، وهو ما يضع ضغوطًا إضافية على الأسعار.

كما بتوقع أن يقترح عدد من أعضاء أوبك+ خلال اجتماع يونيو المقبل، تسريع وتيرة زيادة الإنتاج للشهر الثاني على التوالي. وهو ما اعتبره المحلل النفطي فيليب فيرليجر سببًا محتملاً لـ”انخفاض كبير في أسعار النفط في حال استمرت الدول المصدرة في رفع الإنتاج”.

في غضون ذلك، من المرجّح أن تسجل مخزونات النفط الأميركية ارتفاعًا بنحو 500 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في 15 أبريل. وذلك وفق تقديرات أولية لمعهد النفط الأميركي، الذي من المنتظر أن ينشر بياناته لاحقًا اليوم الثلاثاء، على أن تصدر الأرقام الرسمية من إدارة معلومات الطاقة يوم غد الأربعاء.