رسوم ترامب الجمركية المحتملة ترفع الدولار وتربك العملات

شهد الدولار الأميركي ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات آسيوية متقلبة يوم الثلاثاء 21 جانفي 2025. عقب تصريحات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أشار فيها إلى دراسة فرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على واردات من كندا والمكسيك. مما أثار موجة من القلق في الأسواق المالية العالمية. ورغم أن ترامب لم يكشف عن تفاصيل إضافية بشأن الرسوم المرتقبة. إلا أن هذا التصريح كان كافيًا لدفع الأسواق إلى حالة من عدم الاستقرار.

التصريحات المفاجئة جاءت في وقت توقعت فيه الأسواق أن تكون أي خطوات مستقبلية ذات طابع تدريجي ومدروس. لكن مذكرة لاحقة صدرت عن الإدارة الأميركية أشارت إلى توجه نحو تحقيق شامل حول العجز التجاري ومعالجته، مما زاد من احتمالية اتخاذ قرارات حاسمة في الفترة المقبلة. هذه التطورات أثارت تساؤلات حول أولويات الإدارة في معالجة القضايا التجارية، ودفعت بالمستثمرين إلى إعادة تقييم مواقفهم.

تعليقًا على هذه التطورات، قال شوكي أوموري، كبير استراتيجيي التداول في “ميزوهو سيكيوريتيز” بطوكيو، إن إعلان ترامب عن رسوم تصل إلى 25% يُعد بداية مرتفعة للغاية. ما أثار ردود فعل سريعة في سوق العملات الأجنبية. وأوضح أن الأسواق كانت تتوقع أن يبدأ ترامب بفرض رسوم معتدلة تتراوح بين 10% و20% على الصين، ولكن بشكل تدريجي. هذه التوقعات المتباينة ساهمت في تقلبات ملحوظة، حيث شهدت العملات المرتبطة بالتجارة الأميركية ضغوطًا واضحة.

تأثير هذه التصريحات كان مباشرًا على الدولار الكندي والبيزو المكسيكي. حيث سجل كلاهما انخفاضًا حادًا. ارتفع الدولار الأميركي بنسبة 1.2% أمام الدولار الكندي ليصل إلى 1.4475، وزاد بنسبة 1.3% أمام البيزو المكسيكي. هذا التحرك ساعد الدولار على تعويض جزء كبير من الخسائر التي تكبدها يوم الاثنين، والتي كانت الأكبر منذ أواخر عام 2023. كما ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.6% إلى 108.65 نقطة. ما يعكس تعافيًا قويًا مقارنة بالأداء الضعيف السابق.

مخاوف مستمرة في السوق

وفي أوروبا، تعرض اليورو لضغوط إضافية مع انخفاضه إلى 1.0364 دولار، بعد أن سجل أعلى مستوى خلال اليوم عند 1.0434 دولار. ويأتي هذا الانخفاض في سياق تزايد الحديث عن كون الاتحاد الأوروبي هدفًا محتملاً للرسوم الجمركية الأميركية. بسبب فائضه التجاري الكبير مع الولايات المتحدة. كما استجاب الين الياباني لتحركات الدولار. حيث تعافى الأخير بنسبة 0.3% ليصل إلى 156.06 ين بعد أن لامس أدنى مستوى في خمسة أسابيع عند 154.90 ين.

في آسيا، استمر الدولار في تعزيز مكاسبه أمام اليوان الصيني، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 7.2847 يوان. التصريحات الأخيرة أعادت للأذهان تهديدات سابقة من ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على السلع الصينية. مما يعكس التوتر المستمر بين القوتين الاقتصاديتين.

هذه التحركات تؤكد أن الأسواق لا تزال شديدة الحساسية تجاه التصريحات السياسية والتجارية. ومع احتمال تصعيد النزاعات التجارية، يبدو أن الدولار قد يستمر في تسجيل مكاسب إضافية، في وقت يبقى فيه المشهد الاقتصادي العالمي عرضة لمزيد من التقلبات.