- الجزائر تطالب بإنهاء التشتت الاقتصادي بين العرب
- واحدة من كل أربع سيارات أصبحت كهربائية! (تقرير)
- لا إعلام وطني قوي دون لغة أمازيغية حاضرة وفاعلة
- ترامب: سأتحدث إلى الرئيس الروسي يوم الاثنين
- ما الذي لم يعد مسموحًا به للبنوك الجزائرية في تعاملها مع الزبائن؟
- سيفيتال تطلق مشروعًا بيئيًا متقدّمًا بالشراكة مع لانتانيا الإسبانية
- 120 مليون يورو تبخّرت؟ الجزائر تُقصي رونو من سباق التصنيع الجديد
- فرنسا تُعلق اتفاقية الإعفاء من التأشيرة مع الجزائر
- الذهب يسجل أكبر خسارة أسبوعية في 6 أشهر
- فرنسا تصدّر السموم إلى الجزائر.. وتصادر منها الشوكولاتة!
- دراسة علمية تكشف خطأ منهجي وراء تضخم ظاهرة الأمطار الغزيرة
- التعبئة العامة..البرلمان يوصي ببناء ملاجئ
- الجزائر تتحرك لربط شبكات الكهرباء مغاربيًا وإفريقيًا
- المغرب يصدر سُمومه عبر أنفاق سرية نحو الجزائر
- لوفيغارو: فرنسا تضيع 20% من سوقها في الجزائر .. ورونو تحصي خسائرها في وهران
- الجزائر و”هواوي”: شراكة لتكوين المتربصين في الذكاء الاصطناعي
- الجزائر تسجل معدلات هطول الأمطار تفوق بريطانيا والنرويج (تقرير إسباني)
- مؤسسات ناشئة: الصناديق المخاطرية تفتح أبواب الاستثمار الأجنبي بالجزائر
- سكك حديدية: تحديث 20 قاطرة جزائرية يخفض التكلفة بـ50٪
- وزير التجارة يرد على جدل سحب منتجات التجميل
في خطوة غير مسبوقة، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إثارة الجدل بتصريحات صادمة حول قطاع غزة، معلنًا عن رؤية تستهدف إعادة توطين سكان القطاع في دول مجاورة، وتحويله إلى منطقة سياحية فاخرة. التصريحات التي وصفت بـ”الاستفزازية” فجّرت موجة رفض دولي غير مسبوقة. وسط تحذيرات من تداعيات كارثية على استقرار الشرق الأوسط.

ماذا قال ترامب؟ وما تفاصيل خطته؟
في لقاء مغلق مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني، أعرب ترامب عن قناعته بأن “حل أزمة غزة يكمن في إخلائها من سكانها الفلسطينيين”. مؤكدًا أن إعادة توطينهم في مصر والأردن هو الحل الأمثل. وأشار إلى أن هذه الخطوة ستتيح “تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط”. عبر استثمارات أمريكية وصهيونية ضخمة، مع ضمان الأمن الصهيوني بشكل كامل.
لم يفصح ترامب عن أي آلية لتنفيذ خطته، لكن أفكاره حملت إيحاءات واضحة باستخدام الضغوط السياسية وربما الاقتصادية على دول مثل مصر، الأردن، والسعودية لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين. كما أكد أن أي اتفاق سلام في المستقبل يجب أن يبنى على أساس “واقع جديد”. بعيدًا عن المطالب الفلسطينية التقليدية.
غضب فلسطيني: “مخطط تهجيري لن يمر”
القيادة الفلسطينية والفصائل المسلحة أجمعت على رفض قاطع للخطة. ووصفتها بأنها استمرار لنهج تصفية القضية الفلسطينية.
– حركة حماس حذرت من أن “أي محاولة لفرض واقع جديد على غزة ستشعل المنطقة بالكامل”. مشددة على أن الفلسطينيين لن يغادروا أرضهم تحت أي ظرف.
– السلطة الفلسطينية اعتبرت أن ما قاله ترامب هو “امتداد لصفقة القرن” التي تهدف إلى إلغاء الوجود الفلسطيني وتحويل القضية إلى ملف إنساني لا سياسي.
– الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة أعلنت أن أي محاولة لتنفيذ هذه الفكرة ستُواجَه برد عسكري غير مسبوق. داعية المجتمع الدولي إلى التصدي لما وصفته بـ”المخطط الاستعماري الجديد”.

عاصفة رفض عربي: موقف موحّد ضد التهجير القسري
تصريحات ترامب فجّرت موجة غضب واسعة في العالم العربي، حيث أعلنت الرياض، القاهرة، وعمَّان رفضًا قاطعًا لأي مخطط يستهدف تهجير الفلسطينيين. مؤكدين أن القضية الفلسطينية ليست قضية لاجئين بل قضية أرض محتلة لا بد من استعادتها.
– السعودية شددت على أن أي حل يجب أن يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة، وأنها لن تكون جزءًا من أي خطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تصفية حقوقهم.
– مصر أكدت أن أي محاولة لإفراغ غزة من سكانها ستمثل اعتداءً صارخًا على السيادة الفلسطينية. وستؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة برمتها.
– الأردن رفض بشكل قاطع فكرة توطين الفلسطينيين خارج وطنهم، مؤكدًا أن أي حل خارج إطار حل الدولتين هو أمر مرفوض وغير قابل للنقاش.
المجتمع الدولي: تهديد خطير للسلام الإقليمي
على الصعيد الدولي، جاءت ردود الفعل حادة، حيث اعتبرت العديد من الدول أن تصريحات ترامب تمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي. وقد تؤدي إلى موجة جديدة من التوتر في الشرق الأوسط.
– فرنسا أدانت التصريحات، محذرة من أنها تقوّض أي جهود مستقبلية لتحقيق السلام العادل.
– ألمانيا شددت على أن غزة، مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية، هي أرض فلسطينية محتلة ولا يمكن فرض حلول قسرية على سكانها.
– الصين أكدت رفضها لأي محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على حساب الفلسطينيين. مشددة على أن الحل الوحيد المقبول هو الالتزام بقرارات الأمم المتحدة.
– روسيا اعتبرت أن تصريحات ترامب تعكس رؤية أمريكية أحادية الجانب، تتجاهل قرارات الشرعية الدولية وتكرّس سياسة الإملاءات.
– بريطانيا جدّدت التزامها بحل الدولتين، مؤكدة أن الفلسطينيين يجب أن يعيشوا في وطنهم، ولن يقبل العالم بأي سيناريو قائم على التهجير القسري.
تحذيرات حقوقية: “جريمة ضد الإنسانية”
منظمات حقوق الإنسان لم تتأخر في إدانة الطرح الأمريكي الجديد، حيث وصفت منظمة العفو الدولية الخطة بأنها “عبثية وغير إنسانية”. مؤكدة أنها تمثل “خرقًا خطيرًا لكل القوانين والاتفاقيات الدولية”.
أما منظمة هيومن رايتس ووتش، فقد اعتبرت أن “أي محاولة لترحيل سكان غزة بالقوة ستعد جريمة تهجير قسري، يعاقب عليها القانون الدولي”. مشيرة إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك لمنع تنفيذ مثل هذه السياسات العنصرية.

دعم كلاسيكي للكيان الإسرائيلي أم تمهيد لتصعيد جديد؟
منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، تزايدت المخاوف من أن تتحول تصريحاته بشأن غزة إلى سياسة فعلية. خاصة مع التزامه المعلن بدعم الكيان الإسرائيلي دون قيود. يرى محللون أن موقفه من القضية الفلسطينية يعكس توجهًا أكثر تشددًا مقارنة بفترته الرئاسية الأولى. حيث يسعى إلى تعزيز تحالفه مع اللوبي الصهيوني واليمين المتطرف داخل الولايات المتحدة، في إطار إعادة رسم استراتيجيته في الشرق الأوسط.
لكن بعض المراقبين يحذرون من تداعيات خطيرة قد تترتب على هذا التوجه. إذ قد يفسَّر الدعم الأمريكي المطلق للكيان الإسرائيلي على أنه ضوء أخضر لتوسيع العمليات العسكرية في غزة، أو فرض إجراءات أكثر تطرفًا على الفلسطينيين، سواء عبر الاستيطان الموسع أو التضييق الاقتصادي والسياسي، تحضيرا للقضاء على أي مشروع لقيام دولة فلسكينية. ومع استمرار التوتر في المنطقة، يظل التساؤل مفتوحًا: هل تتجه إدارة ترامب نحو تصعيد جديد في ظل الرفض الواسع لخطته ؟. أم أنها ستواجه قيودًا دولية تمنعها من فرض سياساتها أحادية الجانب؟
هل تتحول التصريحات إلى سياسة فعلية؟
رغم الجدل الكبير الذي أثارته تصريحات ترامب، إلا أن تنفيذ هذه الخطة يبدو أمرًا مستحيلاً في ظل الرفض الدولي والإقليمي الواسع. فالتوازنات السياسية القائمة، وردود الفعل الغاضبة، تجعل من الصعب تمرير أي مخطط يهدف إلى تفريغ غزة من سكانها وفرض حلول قسرية بالقوة.
لكن هذا لا يعني أن الخطر قد زال، فمع استمرار الدعم الأمريكي المطلق للكيان، ومع تصاعد اليمين الإسرائيلي المتطرف، تبقى السيناريوهات السوداء مطروحة. خاصة إذا استمر الاحتلال في انتهاج سياسات التهجير التدريجي تحت ذرائع أمنية واقتصادية.

فلسطين ليست للبيع
مرة أخرى، يثبت الواقع أن المحاولات الرامية إلى إنهاء القضية الفلسطينية بصفقات سياسية وقرارات فردية ستُواجه بالرفض والمقاومة. فالحقوق التاريخية لا تمحى بقرارات زعماء سياسيين، والملايين من الفلسطينيين لن يقبلوا بحلول تفرض عليهم من الخارج.
في النهاية، يبقى الحل الوحيد الممكن هو التزام المجتمع الدولي بالإصغاء للشعب الفلسطيني. ثم بحل الدولتين كأقل الحلول ضررًا وأكثرهم قبولا من شتى الأطراف،. واحترام حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والعيش بكرامة على أرضهم.
أما الحلول المستوردة والمشاريع التهجيرية. فلا مكان لها في حسابات الشعب الفلسطيني، ولا مستقبل لها في معادلة الصراع الطويلة.
رابط دائم :
https://tdms.cc/b05wj