الجزائر

سماء صافية °C 22

ستورا: التصعيد الفرنسي ضد الجزائر غير مبرر ومستعد للوساطة

بنيامين ستورا

أعلن المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا عن استعداده للعب دور الوساطة في الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا. في حال عُرضت عليه هذه المهمة رسميًا. مؤكدًا أن الهدف الأساسي في هذه المرحلة هو إيجاد جسور تقرّب بين البلدين.

وفي حوار خصّ به موقع “كل شيء عن الجزائر“، أوضح ستورا أنه ولد في مدينة قسنطينة، المعروفة بجسورها. مشيرًا إلى أن الوساطة بين الجزائر وفرنسا قد تكون ممكنة إذا تم تكليفه بذلك. وأضاف أن دوره في ملف الذاكرة كان أكاديميًا بحتًا وأنه تطوع للعمل عليه. مشددًا على خبرته الطويلة الممتدة لنحو 50 عامًا في التعامل مع المسؤولين الجزائريين والفرنسيين.

وفي سياق الأزمة الدبلوماسية، دافع ستورا عن موقف الجزائر. معتبرًا أن لها الحق في الرد على التصعيد اللفظي المستمر من بعض الأطراف في فرنسا. وانتقد الخطاب المتكرر في القنوات الفرنسية بشأن الجزائر. مشيرًا إلى أن العديد ممن يدّعون الخبرة بشأنها لم يزوروها قط ولا يعرفون لغتها أو تاريخها أو مجتمعها، ومع ذلك يواصلون تقديم تحليلات وانتقادات غير دقيقة.

وعن وصفه السابق للأزمة الحالية بأنها الأخطر منذ استقلال الجزائر. أوضح ستورا أن التوتر تفاقم بشكل أساسي منذ تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن “قضية الصحراء”، والتي اعتبرها نقطة تحول في العلاقات الثنائية. كما أشار إلى أن ملف الذاكرة لا يزال يُوظف سياسيًا في كلا البلدين، لكنه ليس السبب الرئيسي للتوتر الحالي.

وأضاف المؤرخ الفرنسي أن المناخ السياسي في فرنسا خلال السنوات الأخيرة تأثر بصعود تيارات يمينية متطرفة ترفض الاعتراف بنهاية الاستعمار. معتبرًا أن هذه النزعة تعززت مع الأزمة التي واجهها الحزب الديغولي القديم (الجمهوريون). خاصة منذ تولي نيكولا ساركوزي رئاسته ثم رئاسة الجمهورية عام 2007. كما انتقد ستورا موقف اليسار الفرنسي. مشيرًا إلى أنه لم يتمكن من مواجهة الإرث الاستعماري، بل إن بعض قادته كانوا منخرطين فيه خلال حرب التحرير الجزائرية.

تعكس تصريحات ستورا عمق الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وباريس، في وقت يظل فيه مستقبل العلاقات بين البلدين مرهونًا بمدى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات التاريخية والسياسية المتراكمة.

 

أترك تعليق