الجزائر

سماء صافية °C 22

سد النهضة.. الجزائر “متفائلة”

قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إن هناك “مبادرة جزائرية مئة بالمائة” بخصوص سد النهضة الإثيوبي، مضيفا أنها لاقت “تجاوبا كبيرا” من الدول المعنية.

وأضاف تبون خلال لقائه الدوري مع الصحافة، أن “وزير خارجيتنا لمس تقبلا كبيرا من الدول الثلاث إثيوبيا والسودان ومصر بشأن المبادرة الجزائرية”،

مضيفا: “أنا متأكد أننا سننجح في وساطتنا بشأن سد النهضة”.

وكان رمطان لعمامرة أكد قبل أيام ضرورة توصل مصر والسودان وإثيوبيا إلى حلول مرضية في ملف سد النهضة الإثيوبي.

ويخوض وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، وساطة ومفاوضات “ماراطونية” لحل الأزمة الأثيوبية السودانية المصرية حول استكمال إنجاز سد النهضة محل نزاع،

وذلك خلال الزيارة التي قادته إلى السودان مؤخراً، وثم مصر و إثيوبيا، للتباحث حول السبل الكفيلة في حلحلة الأوضاع ونزع فتيل الحرب بين أطراف النزاع.

ويحظى الدبلوماسي الجزائري، بعلاقات طيبة مع الكثير من القوى الدبلوماسية الفاعلة في الساحة الأفريقية، ما جعله يخوض في تأدية دور الوساطة باسم الجزائر بين إثيوبيا والسودان ومصر، لاسيما وأنّ الدبلوماسية الجزائرية معروف عنها “الموازنة” بين أطراف النزاع، وتقف دائماً على نفس المسافة مع الجميع.

إلى ذلك، حافظت الجزائر على موقفها طوال الأزمة “بالحياد الإيجابي”، وقد أسهم هذا الموقف بقبولها كوسيط من قبل إثيوبيا،

في حين أن مصر والسودان لم يرفضا أي دور إيجابي من أجل الاتفاق على الأطر التي أعلنت عنها أكثر من مرة.

وتكمن أهمية الوساطة الجزائرية في ملف سد النهضة، في كون الجزائر تملك علاقات متميزة مع أطراف النزاع الثلاثة، فضلا عن خصوصية الشخص المكلف بالوساطة ممثلا في رمطان لعمامرة، الذي سبق له تقلد منصب مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي سنوات طويلة كما يتمتع الرجل بعلاقات جيدة مع أديس أبابا، كما يملك خبرات جيدة في التعامل مع الأزمات العميقة التي تشكل تهديدا داهمًا للأمن والسلم في القارة السمراء.

ومع ذلك، يعتقد المراقبون أن الجزائر قادرة بثقلها الأفريقي ووزنها داخل مؤسسات الاتحاد القاري، على حشد الدول الإفريقية وراء مخرج لهذه الأزمة بما يضمن حقوق كل طرف من الأطراف الثلاثة، من خلال الدفع نحو عزل الدولة التي ترفض قبول الحل المقترح، والذي سيكون بمثابة خارطة طريق دولية في التعاطي مع هذه الأزمة التي باتت تهدد السلم والأمن في القرن الإفريقي ومن ورائه القارة السمراء بأكملها.

أترك تعليق