الجزائر

سماء صافية °C 22

سفير الجزائر ببلغراد: ذريعة “الوحدة الترابية” أصبحت مبررا لاستمرار الاحتلال ومنظمة عدم الانحياز مدعوة إلى التمسك بمبادئها

سفير الجزائر ببلغراد:

ذريعة “الوحدة الترابية” أصبحت مبررا لاستمرار الاحتلال ومنظمة عدم الانحياز مدعوة إلى التمسك بمبادئها

 

دعا سفير الجزائر ببلغراد، عبد الحميد شبشوب، دول منظمة عدم الانحياز، إلى إعادة التمسك بالمبادئ التي أنشئت من أجلها الحركة.

 

وقال رئيس الممثلية الدبلوماسية الجزائرية في بلغراد، في كلمة بمناسبة الإحتفال بالذكرى ال 60 لإنعقاد أول مؤتمر لحركة عدم الإنحياز، إن بعض مبادئ الحركة تم تحريفها كبمبدأ إحترام الوحدة الترابية للدول، الذي تحول لذريعة من قبل البعض لتبرير الضم غير القانوني للأراضي، في إشارة إلى الطرح المغربي بخصوص قضية احتلال الصحراء الغربية، التي تعتبر آخر مستعمرة في إفريقيا، مضيفا أنه: “بهذه الذريعة تم تجاهل حق الشعوب الخاضعة للاستعمار في تقرير مصيرها، تاركة إياهم يرزخون تحت نير نظام أدانه حتى التاريخ، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الذي يعترف بممارسة هذا الحق”.

 

واستطرد السفير شبشوب يقول إن “هذا الخلط بين المفاهيم والمبادئ يتم الإبقاء عليها عن علم من قبل دول معينة للحفاظ على مصالحها الأنانية الضيقة، وهو منا من شأنه أن يساهم في إضعاف العمل المتعدد الأطراف وإطالة بؤر التوتر”.

 

على الصعيد الإقتصادي، تطرق السفير إلى إستمرار النظام غير العادل في إدارته للعلاقات بين الأمم، والذي أخذ شكلا جديدا أكثر حدة بسبب قوة أصحاب المال ومالكي التقنيات الحديثة، وهو ما من شأنه أن ينعكس سلبا على الدول الأضعف وزيادة اعتمادها وأن يقف حجر عثرة في سبيل جهودها التنموية أشار السيد شبشوب، ضاربا مثالا حيا عن إدارة جائحة كوفيد 19 والتفاوت الذي يميز الوصول إلى وسائل مكافحة هذا الوباء العالمي .

 

وذكر في هذا الصدد، أن حركة عدم الانحياز حذرت منذ فترة طويلة من تفاقم هذه اختلالات، من خلال اقتراح نظام اقتصادي دولي جديد، الذي كان للجزائر، بصفتها رئيسًا للقمة الرابعة المنعقدة بالجزائر سنة 1974، شرف عرضها على الجمعية العامة الاستثنائية للأمم المتحدة، مؤكدا أن خطال الرئيس الجزائري الراحل بومدين يبق يحتفظ بكل صلاحيته في وقتنا الراهن.

 

في ختام تدخله، أعرب عبد الحميد شبشوب عن قناعته بأن الحركة التي ساهمت في الستينيات والسبعينات من القرن الماضي في الحد من التوترات بين القوى العظمى، عبر توفير حلول للنزاعات وإحياء الأمال في عالم أفضل، بمقدورها استعادة دورها في تقوية النظام متعدد الأطراف وتعزيزه أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة من أجل عالم يسوده السلام والازدهار، شريطة التمسك من قبل دول الحركة بالمثل والمبادئ المنصوص عليها في قمة بلغراد والتي أعيد التأكيد عليها في مؤتمرات القمم المتعاقبة .

أترك تعليق