الجزائر

سماء صافية °C 22

سوناطراك” قد تسمح باستحواذ “إيني” الإيطالية على أصول “بريتيش بتروليوم” في الجزائر

بخلاف “توتال” الفرنسية.. “سوناطراك” قد تسمح باستحواذ “إيني” الإيطالية على أصول “بريتيش بتروليوم” في الجزائر

تتجه مجموعة “إيني (ENI)” الإيطالية للمحروقات، لأن تكون فاعلاً أساسياً في نشاط الاستكشاف والاستغلال لموارد الغاز الطبيعي في الجزائر، في حال توصلها إلى اتفاق مع شركة “بريتيش بتروليوم (BP)” البريطانية، التي تسعى بدورها إلى الخروج من السوق الجزائرية وعديد أسواق العالم، بالتخلي عن أصولها لصالح شركائها، بسبب الصعوبات المالية المتاعب التي باتت تلاحقها منذ سنوات عديدة، بما فيها الديون المعتبرة البالغة 39 مليار دولار سنة 2019، وخسائر ب5.7 مليارات دولار، وفق تقرير لصحيفة “لوتون” السويسرية.

 

وذكر تقرير لموقع “أفريكا إنتلجنس” المختصّ بالشأن الإفريقي، أطّلع “تادمسا نيوز” على فحواه، أن “مجمّع “سوناطراك” الجزائري للمحروقات قد يسمح لشركة “إيني ENI” الإيطالية العملاقة في قطاع الطاقة بتولي زمام المبادرة في قطاع الغاز الخاص بالجزائر في حال التوصّل إلى اتفاق ضمني حول صفقة تتضمّن الاستحواذ على كافة أصول شركة “بريتيش بتروليوم BP” في الجزائر”، مما سيجعلها دون شك فاعل أساسي ومحوري في نشاط إنتاج وتصدير الغاز الجزائري، بمعية شركة “سوناطراك” العمومية.

 

وأوضح أنه “في حال توصّلت شركة “بريتيش بتروليوم BP” البريطانية ونظيرتها “إيني ENI” الإيطالية إلى اتفاق مشترك بخصوص إمكانية الاستحواذ على كافة أصول “BP” في الجزائر، يمكن أن يجعل ذلك الشركة الإيطالية الكبرى تحتل موقعاً مهيمناً في سوق المحروقات الجزائري”، مشدّداً في سياق مغاير على أن “شركة “سوناطراك” الجزائرية سبق لها أن رفضت السماح لمجموعة “توتال” الفرنسية القيام بالاستحواذ على أصول شركة “أنادركو” في الجزائر، في إطار المساعي إلى تعزيز مكانتها الطاقوية”.

 

وتسعى شركة “بريتش بتروليوم “بي بي” النفطية البريطانية للتخارج من الجزائر عبر صفقة تتفاوض على إبرامها مع شركة “إيني” الإيطالية، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”مطلع جوان 2020، مشيرةً إلى أن “المفاوضات بين الجانبين تتركّز على 3 سيناريوهات، إما بيع “بريتش بتروليوم” كافة أصولها في الجزائر لصالح “إيني”، وإما إبرام عملية مبادلة أصول، وإما أن تُدشّن الشركتان مشروعًا مشتركًا”.

 

وأعلنت الجزائر في فيفري 2020، على لسان وزيرها للطاقة، محمد عرقاب، بعد تناول عديد التقارير رغبة “بريتيش بتروليوم” البريطانية بيع أصولها في الجزائر بقيمة (02) مليار دولار، أن الدولة الجزائرية لديها عدة خيارات للتعامل مع نية (BP) البريطانية في حال عزمها على بيع حصتها في حقل الغاز بتقنتورين (إن أمناس)، الواقع بالشراكة مع مجمّع “سوناطراك” و”إيكينور” (شتايت أويل سابقا) النرويجية جنوب البلاد، سواء كان ذلك باستخدام “حق الشفعة” أو التفاوض مع الطرف الأجنبي المعني. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمنشأة “تقنتورين” 8.8 مليارات متر مكعب سنوياً من الغاز.

 

وقبل أشهر، أعلنت الجزائر أنها ستستعمل “حق الشفعة” لمنع استحواذ شركة “توتال” الفرنسية على أصول وحصص لشركة “اناداركو” الأمريكية في حقول نفطية وغازية جنوبي البلاد، لتغلق الباب أمام الشركة الفرنسية، التي سارعت مسبقاً إلى إبرام اتفاق مع شركة “أوكسيدنتال بتروليوم” الأميركية (مالكة أوصول أنادركو) لشراء أصول الشركة في كلّ من الجزائر وغانا وموزمبيق وجنوب أفريقيا مقابل 8.8 مليار دولار.

 

وتقبع شركة “بريتيش بتروليوم (BP)” البريطانية ضمن الشركات النفطية الأكثر غرقاً في المديونية عالمياً، وهذا رغم العائدات المالية الضخمة التي يدرّها عليها نشاط النفط والغاز والطاقات المتجددة في بلدان العالم.

 

وسجلت شركة “بريتيش بتروليوم” (BP)‏ البريطانية خسارة قدرها 5.7 مليارات دولار مقابل أرباح قدرها 10 مليارات في عام 2019، إلى جانب مديونية معتبرة تتجاوز عتبة 39 مليار دولار، مما جعلها تفكر في بيع أصول لها (حقول نفط وغاز) بقيمة 25 مليار دولار على مدى الأعوام الأربعة المقبلة. وبلغت أرباح “بريتيش بتروليوم” نحو 10 مليارات دولار خلال 2019، فيما تراجعت في الربع الأخير للعام 2020، بنسبة 95.6 في المائة إلى 115 مليون دولار، مقابل 2.6 مليار دولار بالفترة المماثلة من العام السابق، بسبب تداعيات تفشي “كورونا”.

 

وتجاوزت الجزائر خلافاتها السابقة في إمدادات الغاز مع إسبانيا وإيطاليا بعد أكثر من سنتين من المفاوضات والخلافات، حيث مكّن ذلك “سوناطراك” و”ناتيرجي” الإسبانية من التوقيع اتفاقية لتصدير الغاز الجزائري إلى السوق الإسبانية لمدة 10 أعوام، قدرت كميتها بـ8 مليارات متر مكعب سنوياً، واتفاقية أخرى مع “إيني” الإيطالية لتجديد عقد تصدير الغاز الجزائري إلى السوق الإيطالية حتى عام 2049، لتوريد 1.5 مليار متر مكعب على مدار 29 عاماً من 3 حقول غازية.

 

عبدو.ح

أترك تعليق