- الجزائر وتونس وليبيا على أعتاب تعزيز التكامل الطاقوي
- عرقاب في بشار غدا الاثنين
- النفاق الدبلوماسي: عندما تتهم فرنسا الجزائر وتتناسى امتيازاتها الخاصة
- بنسبة 109% ..ارتفاع التحويلات المالية عبر الهاتف النقال في الجزائر
- صفقة استيراد المغرب للنفايات الأوروبية تعود إلى الواجهة مجدّدًا!
- “بايدو” تطلق نموذجاً “خارقًا” للذكاء الاصطناعي بقدرات عالية في التفكير
- التعدين: النيجر تطرد مسؤولين تنفيذيين صينين في قطاع النفط
- قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مرحلته الأخيرة
- “بتكوين” ترتفع من أدنى مستوى لها في 4 أشهر
- اليورو يواصل مكاسبه للأسبوع الثاني وسط دعم ألماني
- ترامب في مواجهة وول ستريت.. الأسواق تحذر من كارثة اقتصادية
- المكسيك تؤكد دعمها لحق الصحراويين وتشيد بدور الجزائر
- الضجيج الإعلامي لا ينتج طاقة.. تقارير تكشف فشل الهيدروجين الأخضر في المغرب
- الجيش الجزائري ضمن الأقوى في إفريقيا والعرب لعام 2025 (تقرير)
- تراجع أسعار الأغنام في الأسواق الجزائرية بعد قرار استيراد مليون رأس ماشية
- أول ظهور لـ”سوخوي-35″ في الجزائر .. هذه مواصفاتها القتالية
- الأندية العربية الأفريقية الأعلى إنفاقاً على ضمّ لاعبين في 2024: الأهلي المصري يتصدّر القائمة
- صناعة النفط: أوبك تحذّر من تباين مواقف “وكالة الطاقة الدولية”
- السكن: 742 ألف مسجّل تمكّنوا من تفعيل حساباتهم عبر منصة “عدل 3”

في خضم سباق عالمي نحو مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، تقف الجزائر على أعتاب تحول طاقوي طموح يجمع بين طاقة الرياح والأمواج. ورغم التحديات المرتبطة بالتكلفة الاستثمارية والتقنيات الحديثة، تبدو الجزائر، بخبرتها التاريخية في الطاقة الريحية وموقعها الساحلي الفريد. في موقع يؤهلها لإعادة تشكيل خارطة الطاقة المتجددة في إفريقيا.
فكيف يمكن لهذه الموارد الطبيعية أن تصبح مفتاحاً للانتقال إلى اقتصاد أخضر ومستدام، يوازن بين الحاجة البيئية والجدوى الاقتصادية؟
رغم الفوائد البيئية والاقتصادية الكبيرة التي تتيحها مصادر الطاقة المتجددة، إلا أنها تواجه تحديات جمة، أبرزها التكلفة الاستثمارية الأولية المرتفعة. ومع ذلك، بدأت الجزائر، كواحدة من أبرز الدول الإفريقية، في اعتماد استراتيجيات مبتكرة لتعزيز استخدام الطاقات المتجددة. ما يعكس التزامها بالانتقال إلى مستقبل مستدام.
منذ أول تجربة لمولدات الرياح في عام 1957. حيث تم تركيب أول نموذج بطاقة 100 كيلوواط. إلى النجاحات الملحوظة لمزرعة الرياح في كابرتن بأدرار التي افتتحت رسمياً في يوليو 2014، أظهرت الجزائر قدرتها على الاستفادة من مواردها الطبيعية لتوليد الطاقة النظيفة. وفي الوقت نفسه، تبرز طاقة الأمواج البحرية كخيار واعد لتحقيق استدامة قطاع الطاقة في إفريقيا. خاصة مع تزايد الحاجة إلى حلول مستدامة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
تشير التقارير الصادرة عن منتدى الشراكة الأوروبية-الإفريقية، بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي. إلى أن طاقة الرياح والطاقة البحرية يمكن أن تصبح حلاً جوهرياً لتوفير الكهرباء للملايين من الأسر، وتحقيق الأهداف البيئية والتنموية في القارة.
بدأت الجزائر رحلتها مع الطاقة الريحية في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي. عندما تم تركيب مولدات ريحية لتوليد الكهرباء وتزويد المناطق النائية بالطاقة. ورغم الصعوبات التقنية التي واجهتها هذه المشاريع في بداياتها. فقد أثبتت التطورات اللاحقة، لا سيما بعد الصدمة النفطية الأولى، قدرة الطاقة الريحية على أن تكون حلاً اقتصادياً ومستداماً. بحلول عام 2014، تم تشغيل أول مزرعة رياح نموذجية في كابرتن بأدرار، بطاقة إجمالية بلغت 10.2 ميغاواط، وحققت إنتاجاً طاقوياً بلغ 19 غيغاواط-ساعة خلال عامها الأول، مما أظهر كفاءتها وجدواها الاقتصادية.
الفرص والتحديات في قطاع الطاقة الريحية
تعتبر الجزائر اليوم واحدة من الدول الإفريقية القادرة على الاستفادة من طاقة الرياح بشكل استراتيجي. ورغم القدرات الكبيرة التي تتمتع بها، لا تزال نسبة الاعتماد على طاقة الرياح في البلاد محدودة. وفي هذا السياق، تسعى وزارة الطاقة والمناجم من خلال برنامج الطاقات المتجددة إلى تحقيق 1000 ميغاواط من الطاقة الريحية على المدى القريب، مع خطط لرفع هذا الرقم إلى 5010 ميغاواط بحلول عام 2030. هذه المشاريع تستهدف ليس فقط الشبكات الكهربائية الكبرى، بل أيضاً المناطق النائية التي تحتاج إلى حلول مبتكرة ومستدامة.
ومع ذلك، تواجه طاقة الرياح في الجزائر تحديات تتعلق بسرعة الرياح. حيث تحتاج التوربينات إلى سرعات تزيد عن 6 م/ث لتكون فعالة. بالإضافة إلى ذلك، تسهم درجات الحرارة المرتفعة التي تتجاوز 46 درجة مئوية في خسارة تصل إلى 10% من الطاقة المنتجة. ما يفرض تحديات تقنية تستدعي حلولاً مبتكرة.
طاقة الأمواج البحرية: إمكانات واعدة لإفريقيا
في ظل تمتع الجزائر بأكثر من 1200 كيلومتر من السواحل، يمكن أن تمثل طاقة الأمواج فرصة ذهبية لتعزيز قدراتها في مجال الطاقة المتجددة. ورغم الحاجة إلى استثمارات كبيرة لتطوير التكنولوجيا والبنية التحتية، فإن هذه الطاقة تمتلك إمكانات هائلة لتوفير الكهرباء وتعزيز التنمية المستدامة. ويؤكد تقرير مؤسسة التمويل الدولية أن إفريقيا، رغم استخدامها الحالي لـ0.01% فقط من موارد الرياح. تمتلك إمكانات كافية لتزويد القارة بالطاقة الكهربائية بمقدار 250 ضعفاً عن احتياجاتها الحالية.
آفاق المستقبل
تخطط الجزائر لبناء صناعة وطنية متخصصة في تقنيات الطاقة الريحية بحلول عام 2030. مع تحقيق نسبة إدماج محلي تصل إلى 50% على المدى القريب، و80% بحلول نهاية العقد. تشمل هذه الخطط إنشاء مصانع لإنتاج توربينات الرياح، تطوير شبكة وطنية للتصنيع، وتعزيز قدرات الهندسة والتصميم المحلية.
تستعد الجزائر لتوسيع استثماراتها في الطاقات المتجددة مع التركيز على تطوير مزارع الرياح في مواقع مؤهلة مثل أدرار، تمنراست، تيارت، وبجاية. كما أن الجهود المستمرة لإنشاء خرائط دقيقة للرياح واستكشاف مواقع جديدة تعزز من قدرة الجزائر على تحقيق أهدافها الطاقوية.
تظهر الأرقام والإحصائيات أن الطاقة الريحية والطاقة البحرية يمكن أن تصبحا أدوات حاسمة لتحقيق الاستدامة الطاقوية في الجزائر. مع تطوير البرامج الوطنية وزيادة الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة. تبقى الجزائر في موقع متميز لتكون رائدة في مجال الطاقة المتجددة على المستوى الإفريقي والدولي.
رابط دائم :
https://tdms.cc/9vdyw