الجزائر

سماء صافية °C 22

في مقدمتها النفط والغاز.. قطاع الطاقة الجزائري يستهدف إستثمارات أجنبية جديدة (تقرير)

صناعة النفط والغاز في الجزائر الصورة: (تادامسا نيوز)
  • Avatar photo جلال لوز
  • طاقة

تطرق تقرير أمريكي حديث إلى قطاع الطاقة الجزائري الذي يواصل جذب إستثمارات أجنبية متنوعة بفضل موارده الغنية من النفط والغاز، والإصلاحات التشريعية الداعمة التي تشجع المستثمرين الدوليين. مشيرًا إلى تصنيف الجزائر السادس عشر عالميًا في إحتياطيات النفط المؤكدة، والمركز العاشر في إحتياطيات الغاز الطبيعي. مما يجعلها وجهة رئيسية للشركات العالمية المهتمة بتطوير موارد الطاقة. 

سوناطراك، شيفرون، الجزائر، المحروقات،
توقيع مذكرة تفاهم بين “سوناطراك” و”شيفرون”
الصورة: (تادامسا نيوز)

بالإضافة إلى ذلك، تسهم الشراكات مع شركات دولية مثل إكسون موبيل، توتال إينرجيز و شيفرون في تعزيز إنتاج النفط والغاز، في وقتٍ تتجه فيه الجزائر نحو تعزيز مكانتها في سوق الطاقة المتجددة عبر مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر.

ولفت تقرير كابيتال إينرجي آند باور إلى العقود التي أبرمتها الجزائر مع الشركات الدولية، و أخرها شركة أسترو إنرجي الصينية “Astronergy  ” التي حصلت على عقود لتوريد وحدات طاقة شمسية لستة مشاريع كبرى في الجزائر. بما في ذلك محطة بقدرة 220 ميغاواط في بسكرة. وبمجرد اكتمالها، ستولد محطة بسكرة 400 مليون كيلوواط/ساعة من الطاقة النظيفة سنويًا، مما يقلل إنبعاثات الكربون بمقدار 330,000 طن.

تأتي هذه المبادرة كجزء من خطة البناء الشمسي في الجزائر التي تقودها شركة Sonelgaz المملوكة للدولة، والتي تهدف إلى بناء 15 محطة شمسية في 12 ولاية. مع تطوير معظم هذه المشاريع من قبل شركات صينية، تواصل الجزائر جذب استثمارات أجنبية كبيرة على طول سلسلة القيمة في قطاع الطاقة.

مناخ الإستثمار الحالي

ووفقا للتقرير يبرز النمو المتوقع للناتج المحلي الإجمالي في الجزائر – المقدر بزيادة بنسبة 3.8% في عام 2024 – قوتها المالية القوية ومكانتها كإقتصاد سوق ناشئ. الرئيس عبد المجيد تبون يتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2027، مدعومًا بإطار تنظيمي مجدد يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاع الطاقة. الذي يساهم بنسبة 25% من الناتج المحلي الإجمالي، وأكثر من 90% من الصادرات، و40% من الإيرادات الحكومية.

و في عام 2019، تم إدخال قانون جديد للمحروقات في الجزائر، تضمن إصلاحات ضريبية مواتية للمستثمرين الأجانب ونظامًا تعاقديًا أكثر مرونة لاستكشاف وإنتاج المحروقات. أعاد القانون تقديم نوعين من العقود: مشاركة الإنتاج وخدمات المخاطر، بهدف زيادة إنتاج النفط والغاز من خلال تعزيز استخدام التكنولوجيا المتقدمة لاستخراج كميات أكبر من الموارد من الحقول القائمة.

في عام 2022، أدخلت الجزائر شركة مساهمة مبسطة حصريًا للشركات الناشئة المعتمدة، ولأول مرة، أنشأت مناطق حرة لجذب استثمارات أجنبية مباشرة عالية الجودة. لم تفتح هذه التغييرات التشريعية الأبواب فقط أمام الشركات متعددة الجنسيات في قطاع الطاقة لتوسيع أنشطتها في السوق، ولكن أيضًا للاعبين المستقلين والمحليين للمشاركة في قطاع النفط والغاز في البلاد.

 تسريع الإستثمارات من الشركات النفطية الدولية

بفضل إطارها التشريعي المواتي للمستثمرين، تبرز الجزائر بمواردها الهيدروكربونية الواسعة. تحتل الجزائر المرتبة 16 عالميًا في احتياطيات النفط المؤكدة والمرتبة 10 في احتياطيات الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى امتلاكها ثالث أكبر موارد غير مستغلة من الغاز الصخري في العالم. بالإضافة إلى ذلك، فإن قربها من أوروبا – على بعد يوم واحد فقط بالشحن – وخطين رئيسيين لأنابيب الغاز، هما خط أنابيب الغاز Medgaz إلى إسبانيا وخط أنابيب الغاز العابر للبحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا، قد أثار اهتمامًا أوروبيًا كبيرًا، خاصة في ظل أزمة الطاقة الناجمة عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

في العام الماضي، وقعت شركة سوناطراك الوطنية الجزائرية للنفط عدة مذكرات تفاهم مع شركات نفطية دولية، بما في ذلك شركة إيني الإيطالية وشركة إكوينور النرويجية. لإستكشاف مناطق جنوب غرب الجزائر في عين صالح وعين أمناس. كما تعاونت سوناطراك مع شركة توتال إينرجي الفرنسية لتطوير موارد الغاز في منطقة تيميمون، ومددت اتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال بكمية مليوني طن متري سنويًا مع الشركة الكبرى حتى عام 2025.

في مايو 2024، وقعت سوناطراك إتفاقية استكشاف نفطي مع شركة إكسون موبيل لتطوير موارد الهيدروكربونات في حوضي أهنت وغورارة، تلتها صفقة مع شيفرون لتطوير حقل بركين في ورقلة. تشير هذه الاتفاقيات إلى دخول شركتين أمريكيتين كبيرتين إلى السوق الجزائرية. في عام 2023، حصلت شركة Baker Hughesبايكر هوقز الأمريكية على عقد EPC بقيمة 2.3 مليار دولار لتطوير أكبر حقل غاز في الجزائر، حقل حاسي الرمل.

 نحو الطاقة المتجددة

في الوقت نفسه، تعمل الجزائر بنشاط على تنويع إقتصادها ومصفوفة الطاقة. هذا الشهر، جدد الرئيس تبون إلتزامه بمواصلة إستراتيجية الطاقة التي تركز على الهيدروكربونات، مع الاستثمار في توسيع الطاقة المتجددة. تهدف البلاد إلى توليد 27% من كهربائها من مصادر متجددة بحلول عام 2035، وخاصة من خلال الطاقة الشمسية. تمتلك الجزائر بعضًا من أعلى مستويات الإشعاع الشمسي على مستوى العالم، بقدرة تتراوح بين 1,850 و 2,100 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع، وتتمتع بما يصل إلى 3,500 ساعة من أشعة الشمس سنويًا في مناطقها الصحراوية.

تتصدر الشركات الصينية حاليًا قطاع الطاقة الشمسية في الجزائر، حيث طورت تسعة مشاريع ضمن خطة بناء الطاقة الشمسية لشركة Sonelgaz البالغة 2,000 ميغاواط، بإجمالي 1,550 ميغاواط. أطلقت شركة  باور شاينا PowerChina  بناء محطة طاقة شمسية بقدرة 220 ميغاواط في ولاية بسكرة في شمال الجزائر. بينما بدأ كونسورتيوم بقيادة صينية بناء مشروع بقدرة 80 ميغاواط في ولاية أولاد جلال، جنوب بسكرة.

بالإضافة إلى ذلك، يجعل الساحل الجزائري الذي يبلغ طوله 1,300 كيلومتر مع سرعات رياح تتجاوز ثمانية أمتار في الثانية. وجهة جذابة بشكل خاص لتطوير الهيدروجين الأخضر.

في أكتوبر الماضي، وقعت ألمانيا اتفاقية بقيمة 22 مليون دولار لتمويل مشروع تجريبي بقدرة 50 ميغاواط للهيدروجين الأخضر في مدينة أرزيو. يركز على تطوير البنية التحتية للإنتاج واسع النطاق والتصدير إلى أوروبا.

هذا المشروع هو واحد من أربعة مشاريع تجريبية من المتوقع إطلاقها في الجزائر بحلول نهاية العام. كما جذب إمكانات الجزائر في مجال الهيدروجين الأخضر اهتمام تركيا، حيث وقعت شركة  توسيالي Tosyali التركية لصناعة الصلب مذكرة تفاهم مع سوناطراك الشهر الماضي. لاستكشاف إنتاج الهيدروجين الأخضر المشترك لاستخدامه في تصنيع الفولاذ الأخضر.

أترك تعليق