الجزائر

سماء صافية °C 22

مشاريع جزائرية جديدة تُعيد رسم خارطة الطاقة الأوربية في 2025

غازدوك، ميدغاز، بني صاف إسبانيا تادامسا نيوز

تتجه الجزائر بخطوات حثيثة نحو تعزيز موقعها في السوق العالمية للطاقة عبر سلسلة من المشاريع الاستراتيجية التي تجمع بين تطوير الغاز الطبيعي واستغلال إمكانات الطاقة المتجددة. وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز صادرات الطاقة نحو أوروبا، وضمان الأمن الطاقوي محليًا وإقليميًا، مع التركيز على تحقيق الأهداف المناخية المشتركة.

مؤتمر napec
مؤتمر napec
  مشروع حاسي الرمل: تعزيز تدفق الغاز الجزائري إلى أوروبا

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز إمدادات الطاقة من الجزائر إلى أوروبا. أعلنت شركة “ماير” الإيطالية (MAIRE.MI) يوم 23 مايو 2024 عن حصول ائتلاف يضم شركتها الفرعية “Tecnimont” وشركة “Baker Hughes” على عقد لتنفيذ مشروع تطوير حقل حاسي الرمل للغاز. ويعد هذا الحقل الأكبر في الجزائر وأحد أكبر الحقول في العالم. تبلغ القيمة الإجمالية للمشروع 2.3 مليار دولار أمريكي، منها 1.7 مليار دولار مخصصة لشركة Tecnimont.

يشمل المشروع إنشاء ثلاث محطات لتعزيز الغاز وتحديث نظام تجميع الغاز في الحقل. الذي يمتد على مسافة تزيد عن 300 كيلومتر من خطوط التدفق. ويهدف إلى ضغط حوالي 188 مليون متر مكعب قياسي يوميًا من الغاز الطبيعي. وكذا تحسين كفاءة تدفقه عبر الأنابيب نحو إيطاليا وأوروبا. مما يضمن استقرار الإمدادات وموثوقيتها. ومن المتوقع أن يكتمل المشروع خلال 39 شهرًا من بدء التنفيذ.

مشروع حاسي رمل يعد خطوة محورية في تنويع مصادر الطاقة لإيطاليا وأوروبا. حيث يُسهم في تحسين تدفق الغاز الجزائري من حقل حاسي الرمل. الذي يمثل مركزًا رئيسيًا لإمدادات الطاقة إلى القارة الأوروبية. كما يؤكد المشروع على مكانة شركة MAIRE كشريك هندسي رئيسي في المشاريع الاستراتيجية في قطاع الطاقة، ودورها في تعزيز التعاون بين الجزائر وإيطاليا.

علق أليساندرو برنيني، الرئيس التنفيذي لشركة MAIRE، بأن هذا العقد يظهر الثقة المستمرة من سوناطراك في قدرة المجموعة على تنفيذ مشاريع طموحة، مشيرًا إلى أن المشروع يُعزز العلاقات الثنائية بين البلدين. بالإضافة إلى دوره في دعم سلسلة القيمة الإيطالية.

يمثل مشروع حاسي الرمل أحد الركائز الأساسية في استراتيجية الجزائر لتوسيع قدراتها الطاقوية. وتعزيز موقعها كمورد رئيسي للطاقة لأوروبا. خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية التي تواجه أسواق الطاقة العالمية. يعد المشروع أيضًا خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، وضمان استقرار الإمدادات الطاقوية في المستقبل.

ممر الهيدروجين الأخضر SoutH2 Corridor

يعد مشروع ممر الهيدروجين SoutH2 Corridor من أبرز المبادرات التي تهدف إلى نقل 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا إلى أوروبا بحلول عام 2040. وتعتمد الجزائر في هذا المشروع على إمكاناتها في مجال الطاقة المتجددة. مع الاستفادة من البنية التحتية الحالية للغاز وتطوير مرافق جديدة. يهدف المشروع إلى تحقيق التوافق مع أهداف المناخ لكل من الجزائر وأوروبا. وهو جزء من استراتيجية الجزائر الأوسع لتصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الهيدروجين الأخضر العالمية.

وقامت، كل من سوناطراك (الجزائر)، سونلغاز (الجزائر)، في ان جي (ألمانيا)، سنام (إيطاليا)، سي كوريدور (إيطاليا)، فيربوند فرين هيدروجين (النمسا) بالتوقيع على مذكرة تفاهم تتعلق بالإنجاز المشترك للدراسات الضرورية على امتداد سلسلة القيمة للهيدروجين. من أجل تقييم جدوى ومردودية مشروع متكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر، قصد تزويد السوق الأوروبية عبر محور “ساوث كوريدور 2”.

ستمكن مذكرة التفاهم هذه الأطراف المعنية من دراسة فرص تنفيذ مشروع متكامل متعدد الأطراف يشمل مجمل سلسلة القيمة للهيدروجين الأخضر عبر “ساوث كوريدور 2”.

نقل ما يقارب 4 ملايين طن من الهيدروجين

وقال وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب خلال افتتاح معرض ومؤتمر ناباك 2024. ان “الجزائر تخطط لإطلاق وتبنى عدة مشروعات جديدة في مجالات الطاقة، منها مناقصة لوكالة “النفط” الجزائرية مناقصة أولى «Algeria Bid Round 2024» في إطار قانون المحروقات.

مع العمل على تطوير سوق الهيدروجين لتكون الجزائر رائدا إقليميا. مبرزا في هذا الصّدد ان الجزائر ستقوم اليوم خلال فعاليات معرض ومؤتمر “ناباك 2024”. بإمضاء عدة مذكرات تفاهم هامة والتي سيتم بموجبها إجراء دراسات الجدوى لمشروع خط أنابيب الهيدروجين” SoutH2 Corridor “، والذي سيربط الجزائر بأروبا عبر تونس للوصول الى ألمانيا وإيطاليا والنمسا.

تتضمن هذه المذكرة -وفق الوزير عرقاب– إجراء دراسات الجدوى بشكل مشترك لتنفيذ مشروع متكامل عبر جميع سلسلة القيمة للهيدروجين. حيث تسعى كل من سوناطراك، VNG SNAM, VERBUND , SEA CORRIDOR, من خلال انجاز الممر الجنوبي لنقل الهيدروجين تزويد السوق الأوروبية بالهيدروجين الأخضر. ونقل ما يقارب 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا على المدى المتوسط و البعيد.

كما جري التوقيع على مذكرة تفاهم أخرى بين مجمع سوناطراك والشركة الاسبانية سيبسا (CEPSA). بهدف تعزيز التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر، من خلال دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع إنتاج الهيدروجين بطاقة 200 ميغاوات وإمكانية تصدير هذا الهيدروجين نحوي اسبانيا عبر المنشاءات الموجودة.

وباعتبار أن الجزائر تولي أهمية بالغة للهيدروجين. فقد أعلن الوزير عرقاب عن تنظيم ندوة دولية حول الهيدروجين الأخضر في الجزائر في شهر أفريل 2025. والتي ستكون فرصة لعرض آخر التطورات التكنولوجية والاقتصادية في مجال الهيدروجين على المستوى الإقليمي والدولي.

مذكرة تفاهم بين سوناطراك وشركائها لنقل الهيدروجين
مذكرة تفاهم بين سوناطراك وشركائها لنقل الهيدروجين
محطات توليد الكهرباء بالدورة المركبة: بسكرة والقلعة

تعمل الجزائر على زيادة قدرتها الإنتاجية من الكهرباء من خلال بناء محطتين كبيرتين للدورة المركبة في مدينتي بسكرة والقلعة (بلارة). وتدير المشروع شركة “سونلغاز” الحكومية. حيث ستبلغ القدرة الإنتاجية لكل محطة 1340 ميغاواط. ومن المتوقع أن تبدأ المحطتان عملياتهما في عام 2025، مما يسهم في تعزيز البنية التحتية لتوليد الكهرباء، وتحقيق الأمن الطاقوي، ودعم النمو الاقتصادي للبلاد.

تطوير الغاز في حوض بركين

يتصدّر حوض بركين النفطي، قائمة المشاريع الطموحة المنتظر تدشينها خلال السنة الجارية 2025. وذلك من خلال شراكة جزائرية “سوناطراك” وروسية “غازبروم”، تتضمن حفر 24 بئرًا جديدة وبناء مرافق إضافية لمعالجة الغاز.

وتبلغ تقديرات المبلغ الإجمالي للاستثمار المخطط لتنفيذ خطة التطوير والاستغلال نحو 4 مليارات دولار. للوصول إلى احتياطيات قابلة للاستخراج تُقدَّر بأكثر من مليار برميل من النفط المكافئ، ما سيزيد من متوسط الاستخراج النهائي بنسبة 55%.

ومن المتوقع أن تصل الشركتان إلى احتياطيات قابلة للاستخراج تزيد على مليار برميل من النفط المكافئ، ما سيرفع متوسط الاستخراج النهائي بنسبة 55%، وبتكلفة استثمار قد تصل الى مستوى 04 مليار دولار أمريكي.

في مارس 2022، تمكّنت سوناطراك، بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية، من حفر أول بئر للنفط بمنطقة زملة العربية في حوض بركين (HDLE-1). باحتياطي يُقدّر بنحو 140 مليون برميل من الخام.

يأتي استكشاف البئر ضمن 5 آبار للنفط تعتزم سوناطراك العمل على حفرها في المنطقة الشمالية للحوض. على بُعد 15 كيلومترًا من منشآت المعالجة التابعة لبئر ربع شمال، و300 كيلومتر جنوب شرقي حاسي مسعود.

وفي نوفمبر 2022، أعلنت سوناطراك بدء إنتاج حقل “HDLE – HDLS” النفطي في حوض بركين في ولاية ورقلة. بالشراكة مع عملاقة الطاقة الإيطالية إيني

كما أشارت سوناطراك إلى أن الحقل النفطي الواقع في حوض بركين على بعد 300 كيلومتر جنوب شرقي حاسي مسعود، مرتبط بعقد زملة العربي.

وفي أبريل عام 2023، أعلنت سوناطراك 6 اكتشافات في قطاع النفط والغاز، في الربع الأول من عام 2023. بحجم إنتاج يُقدّر بمليون و417 ألفًا و483 مترًا مكعبًا يوميًا من الغاز، و16 ألفًا و84 برميلًا من النفط الخام، وفق بيان نشره الموقع الرسمي للشركة. شملت الاكتشافات الـ6، اكتشافين في حوض بركين، جنوب شرقي الجزائر، يحتويان على غاز ونفط ومكثفات.

مشروع الكابل الكهربائي البحري مع إيطاليا

من المرتقب خلال عام 2025، تدشين مشروع الربط الكهربائي الجزائري بأوروبا عبر ايطاليا. وهو المشروع الذي أعلنه الرئيس تبون في احدى لقاءاته الصحفية. حيث بدأت المفاوضات الخاصة بالربط الكهربائي بين الجزائر وأوروبا عام 2022. ليعقب ذلك اعلان وزير الطاقة محمد عرقاب عن مشروع الربط الكهربائي بين الجزائر وإيطاليا رسميا.

وسيعمل كل من المجمع الجزائري للنفط والغاز “سوناطراك” و شركة “ايني” الايطالية على تنفيذ هذا المشروع، في ظل الحاجة الماسة لأوروبا بالطاقة الكهربائية. بعد تخلي الأخيرة وبشكل كبير على مصادر الطاقة الروسية، وذلك في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية. حيث من المرتقب أن تصل القدرات التصديرية الأولية عبر هذا الكابل البحري الى مستوى 2000 ميغاواط ساعي. كما ينتظر ان تلعب المفوضية الاوربية دورا بارزا في تمويل هذا المشروع الكبير. كما يأتي المشروع ضمن استراتيجية شاملة لإدماج الطاقة المتجددة في صادرات الجزائر. وتعزيز أمن الطاقة لإيطاليا والدول الأوروبية المجاورة.

 

أترك تعليق