ميتا تُعيد الهيكلة: تسريح واسع وتوظيف مكثف للذكاء الاصطناعي

تستعد شركة ميتا بلاتفورم Meta Platforms، المالكة لـ فيس بوك Facebook، لتنفيذ جولة جديدة من عمليات التسريح تشمل عددًا كبيرًا من موظفيها. في خطوة تعكس إعادة توجيه استراتيجية الشركة نحو تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

ووفقًا لمذكرات داخلية اطلع عليها الموظفون، من المقرر أن تبدأ الإخطارات الرسمية بالتسريح اعتبارًا من يوم الاثنين 13 فيفري 2025. الساعة 5 صباحًا بالتوقيت المحلي. حيث ستشمل التخفيضات موظفين في مختلف القطاعات والبلدان. باستثناء بعض الدول الأوروبية التي تحميها قوانين العمل المحلية.

وحسب موقع انفستينغ فقد أكدت التسريبات أن الموظفين في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا لن يتأثروا بهذه الموجة من التسريحات نظرًا للوائح العمل المحلية التي توفر لهم حماية إضافية. ومع ذلك، فإن موظفي Meta في أكثر من عشر دول أخرى عبر أوروبا وآسيا وأفريقيا سيتلقون إخطارات بإنهاء خدماتهم بين 11 و18 فبراير، ما يعكس نهجًا تدريجيًا في تنفيذ القرار عالميًا.

تعزيز الذكاء الاصطناعي بدلًا من الوظائف التقليدية

رغم عمليات التسريح الواسعة، تؤكد Meta في مذكراتها الداخلية أن هذا القرار لا يأتي في إطار تقليص الشركة لحجمها بقدر ما هو إعادة توجيه الموارد نحو المجالات التي ترى فيها مستقبلًا تنافسيًا أكثر استدامة. وفي مقدمتها التعلم الآلي وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي. ويشير مراقبون إلى أن هذا التحول يعكس التوجهات المتزايدة لدى كبرى شركات التكنولوجيا نحو الاستثمار المكثف في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. خاصة بعد النمو الهائل في هذا المجال خلال العامين الماضيين.

ردود فعل وتحليلات السوق

حتى الآن، رفض متحدث رسمي باسم Meta التعليق على التسريبات. في حين يشير المحللون إلى أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من خطة أوسع لإعادة هيكلة الشركة وتقليل النفقات التشغيلية. بعد سلسلة من التحديات التي واجهتها خلال العام الماضي، بما في ذلك تباطؤ نمو الإيرادات وزيادة التكاليف المرتبطة بمشروع الميتافيرس.

يُذكر أن Meta ليست الشركة التقنية الوحيدة التي تجري موجات تسريح جماعي. إذ اتجهت العديد من الشركات الكبرى مثل غوغل Google و أمازون Amazon و مايكروسوفت Microsoft إلى خطوات مماثلة خلال الأشهر الأخيرة. متأثرة بتغيرات السوق وتوجهات الاستثمار في التكنولوجيا المستقبلية.

المستقبل: ذكاء اصطناعي أم قوة عاملة بشرية؟

تثير هذه التحركات تساؤلات حول مستقبل الوظائف في قطاع التكنولوجيا. وما إذا كانت شركات مثل Meta ستواصل الاعتماد على التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتقليل الاعتماد على القوى البشرية. أم أن هذه الموجة من التسريحات ستتبعها موجة تعيينات جديدة في مجالات أكثر تخصصًا تتماشى مع رؤية الشركة المستقبلية.