ناتورجي تعيد ترتيب أوراقها مع سوناطراك لقطع الطريق أمام “طاقة أبوظبي”

تسعى شركة “ناتورجي” الإسبانية لتعزيز شراكتها مع شركة الطاقة الجزائرية “سوناطراك”، في لحظة مهمة تسهم في إعادة تشكيل خريطة التحالفات في مجال الطاقة في أوروبا وشمال إفريقيا. جاء ذلك خلال اجتماع بين المدير العام لـ”ناتورجي”، فرانسيسكو رايناس، ونظيره الجزائري رشيد حشيشي في الجزائر العاصمة يوم الاثنين 28 أبريل.

تناول اللقاء توسيع التعاون في تسويق الغاز الطبيعي وتطوير مشاريع مشتركة في مجالات النفط والطاقات المتجددة، وفقاً لبيان صادر عن “سوناطراك”.

خلال الاجتماع، ناقش الطرفان فرص تعزيز التعاون القائم بينهما، خصوصًا في مجال تسويق الغاز الطبيعي. ووفقًا لبيان صادر عن سوناطراك، شملت المحادثات أيضًا تبادل وجهات النظر حول التغيرات في سوق المحروقات العالمية في ظل التحولات السريعة التي يشهدها قطاع الطاقة الدولي.

هذا و تعتبر ناتورجي المشتري الرئيسي للغاز الجزائري في السوق الإسبانية. وتمتلك 49% من أسهم شركة تشغيل أنبوب “ميدغاز” الذي يربط الجزائر بإسبانيا عبر البحر المتوسط، بينما تحتفظ سوناطراك بنسبة الأغلبية البالغة 51%. وتبلغ القدرة السنوية لهذا الأنبوب حوالي 8.2 مليارات متر مكعب.

أعرب رايناس عن “فخر ناتورجي بالعلاقة التاريخية التي تربطها بسوناطراك”، مؤكدًا التزام الشركة بتعزيز التعاون الثنائي وتطوير مشاريع جديدة في مجالات النفط والغاز والطاقات المتجددة، مما سيعزز من قوة الشراكة بينهما في المستقبل.

تأتي هذه التحركات بعد محاولة صندوق طاقة أبوظبي لتجديد مسعاه للاستحواذ على ناتورجي في أوائل عام 2025، بعد فشل المحاولة الأولى في يونيو 2024. وقد تبع هذا الفشل توقيع اتفاق جديد بين سوناطراك وناتورجي لمراجعة أسعار الغاز.

تجدر الإشارة إلى أن صندوقي الاستثمار GIP وCVC يملكان مجتمعين 40% من رأسمال ناتورجي، بواقع 20% لكل صندوق، بينما تملك سوناطراك 4% من أسهم الشركة، وهو ما يجعل الجزائر لاعبًا مهمًا في مستقبل الشركة إذا طرأت تغييرات على هيكل ملكيتها.