الجزائر

سماء صافية °C 22

نحتاج تضحيات من الدولة والباحثين للحاق بالكبار في مجال البحث العلمي

يكشف رئيس “النخبة الوطنية للعلوم الطبية”، أسامة كتاب، في هذا اللقاء مع “تادامسا”، عن مقترحات الجمعية، التي قدمتها للحكومة، في إطار إصلاح المنظومة الصحية.

حوار: نبيلة رزيق

كنا يتحدث عن نشاطاتها التضامنية في إطار مواجهة الوباء.

 الجزائر وعلى غرار عدة دول، عايشت أزمة الوباء، ما ميزها عندنا هو صور التضامن والتكافل بين المواطنين، أنتم كجمعية وطنية مختصة في قطاع الصحة، ما هي المبادرات التي قمتم بها؟

اليوم وبعد ثمانية عشرة شهر ونحن في خضم محاربة الجائحة على غرار سائر دول العالم،أستطيع القول أن المجتمع المدني أبان حقيقة عن قدرته على التجند والوقوف بجانب الدولة في وقت الشدة.

بالنسبة لجمعية النخبة الوطنية العلوم الطبية فأعضائها لم يذخروا أي جهد في تقديم الاضافة منذ بداية الوباء وإلى غاية اليوم فقد كنا حاضرين على  المستوى الوطني في بداية الأزمة بالتحسيس والتوعية حول ماهية الفيروس وطرق انتقاله ،ثم بعد ذلك الوقاية منه، كما تم تنظيم العديد من حملات التبرع بالدم وخاصة مع النقص المشاهد وطنيا.

وقامت الجمعية أيضا في خضم الموجة الثالثة على سبيل المثال لا الحصر وبمشاركة مخابر مرينال الوطنية بتقديم العديد من أجهزة الانعاش  وأجهزة تكثيف الأكسيجين على مستوى الوطن وكذلك وسائل الحماية الشخصية للأطقم الطبية المجاهدة.

كما أنوه أن الجمعية قامت بالمشاركة مع الهلال الأحمر الجزائري وبدعم من مخابر مرينال بتنظيم قافلة طيبة متعددة التخصصات  الى المناطق المنكوبة جراء الحرائق لولاية تيزي وزو،كما نقوم حاليا بمرافقة المرضى بمجموعة من التبرعات على مستوى المستشفى الجامعي الدويرة بالعاصمة.

ما هي الإسهامات التي قدمتها الجالية الوطنية المقيمة بالخارج في أزمة كوفيد 19 ؟

أظن أن جاليتنا في الخارج أبانوا حقيقة على وطنيتهم وتعلقهم بهذه الأرض الطيبة، وما قدموه خاصة خلال الموجة الثالثة من مساعدات بأجهزة تكثيف الأكسيجين وغير ذلك  خير دليل، أما في المجال الطبي على وجه الخصوص فكثير من الأطباء الجزائريين قبل هذه الجائحة لهم تنقلات مستمرة الى أرض الوطن للقيام بعمليات جراحية معقدة ونقل خبراتهم لنظرائهم في أرض الوطن.

 أزمة الوباء كانت لها تحفيزات إيجابية في مجال البحث العلمي، ما الذي يمكن أن نقوله بخصوص مجهودات الباحثين الجزائريين؟

حقيقة مجال البحث العلمية في قطاع الصحة خاصة  يتطلب الكثير من التضحيات من جانب الدولة وكذلك الباحثين، فالمخابر الحقيقية تتطلب أموالا ضخمة وسنوات طوال لتحقيق نتيجة يعترف بها دوليا، الشيئ الإيجابي في الأزمة أنها نبهتنا إلى ضرورة وضع خطة عمل حقيقية لأن المنافسة على المستوى الدولي لن تكون بالسهلة واللحاق بركب الكبار لن يكون وليد الصدفة بل يتطلب سنين طوال من الجهد .

 كيف ترون الوضع الصحي عموما بعد سنتين من الوباء؟

الوضع الصحي اليوم هناك استقرار بل حتى انخفاض في عدد الاصابات اليومية ولكن المقلق هو أن عدد الوفيات مرتفع وهذا إن دل على شيئ فهو يدل على شراسة الفيروس وأن المتحور “دلتا” أكثر فتكا من سابقيه، وهو ما يبقي أمامنا حلا واحدا وهو تلقيح أكبر عدد من المواطنين، لأن حدوث موجة رابعة من الناحية العلمية غير مستبعد تماما وأن مايمكنه تغيير ذلك وربما يساعدنا للعودة الى الحياة العادية هو تلقيح أكبر عدد من المواطنين واغتنام تناقص عدد الاصابات للتكثيف من الحملات عبر كافة التراب الوطني.

ما هي الإقتراحات التي يمكن أن تقدموها في إطار ورشة إصلاح المنظومة الصحية التي فتحتها الحكومة؟

نحن كجمعية مختصة في مجال الصحة وجهت لنا دعوة من السيد الوزير المكلف باصلاح المستشفيات، وتم عقد لقاء تشاوري تم فيه إعلامنا بما تعتزم الحكومة تغييره بالتنسيق مع مختلف الشركاء، لأن قطاع الصحة للأسف ورغم مايقدمه من خدمات يبقى يسجل العديد من النقائص، نحن كجمعية نقوم حاليا باستشارة العديد من المختصين لبلورة اقتراحتنا وتقديمها إلى الوزارة الوصية، أما في مايخص محتواها فهي تشمل العديد من الجوانب فعلى سبيل المثال وضع سياسة وقائية واضحة المعالم على غرار الدول المتقدمة فنحن على يقين بأهمية الوقاية والتحسيس والكشف المبكر عن مختلف الأمراض وما سيعود من نفع على قطاع الصحة من الجانب الاقتصادي وأيضا للتكفل الأمثل بمواطنينا بشرط أن لا تكون هذه الحملات موسمية بل يجب أن تصبح أحد الأهداف الرئيسية للقطاع.

كما سنقدم اقتراحات فيما يخص الخدمة المدنية والتوأمة بين الشمال والجنوب بطريقة عملية وحتى هنالك اقتراحات حول اختيار مسيري المؤسسات الصحية وغير ذلك.

أترك تعليق