الجزائر

سماء صافية °C 22

هذه هي الخيارات المتاحة أمام الجزائر لاقتناء طائرات إخماد الحرائق

مع استمرار نشوب النيران وتدميرها للمساحات الغابية.. هذه هي الخيارات المتاحة أمام الجزائر لاقتناء طائرات إخماد الحرائق..!
قرّرت الجزائر أخيراً، اقتناء طائرات إطفاء لمواجهة موجة الحرائق التي أضحت تجتاح المساحات الغابية كل سنة، وتتسبب في تدمير آلاف الهكتارات من الغطاء النباتي، إلى جانب تكبيد السكان خسائر جسيمة.
وقال وزير الداخلية، كمال بلجود، خلال زيارة تفقدية إلى ولاية خنشلة، التي شهدت اندلاع موجة من الحرائق التهمت مساحات غابية شائعة على مدى أسبوعٍ كامل، أنه “سيتم الحصول على طائرات مكافحة الحرائق قريبًاً، وأن دفتر شروطٍ تم وضعه في هذا الصدد، ونحن الآن على اتصال مع الشركات العالمية العاملة في هذا المجال”.
وكشف موقع “مينا ديفونس” المتخصص في الشأن العسكري، أكثر الخيارات المتاحة أمام الجزائر في اقتنائها لطائرات إخماد الحرائق، والتي توجد منها عديد النماذج التي يتم إنتاجها ببلدان أوروبا وأمريكا، تختلف كل منها على حسب مواصفاتها وقدراتها إلى تسعيرتها، مما يتطلب اختيار الصفقة التي تتلاءم مع طبيعة البلاد واحتياجاتها، في ظل الظرف الاقتصادي الراهن.
وأوضح التقرير أنه “لا يوجد أي مؤشر بخصوص الإستراتيجية المختارة من طرف الجزائر للحصول على طائرات إخماد الحرائق، فيما إذا كان ستلجأ إلى التأجير أو التعاقد أو الاستحواذ، لاسيما وأن في نهاية شهر ماي المنصرم ، أعلنت السيدة كابويا من المديرية العامة للغابات أن: “اقتناء قاذفات المياه، مثل بعض دول حوض البحر الأبيض المتوسط (البرتغال، مالطا، اليونان)، ستقدم مساهمة كبيرة في مكافحة حرائق الغابات في الجزائر”، مشيرةً إلى أن “مناقصة وطنية ودولية تم الإعلان عنها لاستئجار القاذفات المائية الخاصة بإخماد الحرائق”. لذلك –يقول- يمكن أن تكون طائرة مستأجرة من كندا”.
وأفاد في خضم الخيارات المتاحة للجزائر لاقتناء الطائرات أو تأجيرها أو التعاقد مع شركات دولية متخصصة في إخماد الحرائق ومتابعتها، أن “للجزائر عديد الخيارات حسب حالة الطوارئ، فمن الممكن عدم استئجار الطائرات، والذهاب مباشرة نحو التعاقد مع شركات مكافحة الحرائق كما هو شائع في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وهنالك شركات كبرى تنشط في تأجير طائراتها لإخماد الحرائق، على غرار شركة Coulson Aviation الأمريكية، التي لديها أسطول ضخم من قاذفات المياه والطائرات (C-130 و Cessna و 737 و Blackhawks و Chinhooks)، شركة أخرى ، Ericksson Aero Tanker أو Tanker 40، وحتى Global Supertanker، التي تستأجر طائرتها Boeing 747 التي يمكنها ضخ 77000 لتر من الماء أو المثبط في مسار واحد، أي ما يعادل 12 مقطعًا من Canadair CL 415. كما يعرض الكنديون في شركة Conair خدمة متكاملة لرصد حرائق الغابات والحد منها وإخمادها.
وبالنسبة للشراء، فإن التقرير يوصي بضرورة التفاوض حول عدة نقاط ومزايا قبل إبرام الصفقة، رغم وجود خيارات قليلة أمام الجزائر، ويتعلق الأمر بالتركيز على المواصفات المتينة وغير المعقدة، تشمل السعر، وتكلفة الاستخدام، والقدرة الاستيعابية، تدريب الطيارين والفنيين، وصولاً إلى القوة والمتانة، وطريقة التعبئة، وأخيراً قابلية تحويل الجهاز، ومعرفة مواعيد تسليم الطلبية.
وفي وقت تبلغ فيه تسعيرة طائرات إخماد الحرائق بين 10 ملايين دولار إلى 50 مليون دولار للقاذفة المائية الواحدة، مع تسليم يتراوح بين سنة وسنتين إلى 07 سنوات كاملة، على غرار (CL-415) كندا، (AT-802) الأمريكية، (Beriev Be-200) الروسية، (Seagle) البلجيكية، و(CRJ 1000) البرازيلية، فإن “هناك فرصة حقيقية للجزائر لتكييف طائرات النقل العسكرية (C-130 و Il-76 وطائرات الهليكوبتر Mi-26) مع خاصية ضخ المياه أو مثبطات لإخماد الحرائق، بدمج MAFFS لـ C-130s، و VAP-2 لـ Il-76s، و 9800 لتر من Bambi Buckets (BBHL9800) لطائرات الهليكوبتر Mi-26، التي تتراوح تسعيرتها بين 0.1 مليون دولار بالنسبة لمروحيات (مي-26) و01 مليون دولار ل Il-76s الروسيتين، إلى طائرة C-130 الأمريكية ب02 مليون دولار، ومع تسليم بين الشهر فقط إلى قرابة السنة على الأكثر.
بما أن الجزائر ليست دولة غابات كبرى، يضيف التقرير، فإن مسألة الاحتفاظ الجزائر بأسطول كبير من الطائرات قد يؤدي إلى مشاكل في الميزانية بعد بضع سنوات. وبغض النظر عن تحويل طائرات الشحن إلى طائرات إخماد الحرائق، فمن الممكن اختيار أسطول صغير من الطائرات الزراعية المحولة لأغراض مكافحة الحرائق كحلّ لهذا الإشكال، منهاAir Tractor AT-802 منخفض التكلفة وسهل الصيانة،حيث يمكن للجزائر الحصول على عشرات الطائرات مقابل طائرة كندية واحدة.
وعلى المدى الطويل، قد يكون من الحكمة دعم مشروع الإنتاج المحلي لهذه الطائرات القاذفة للمياه، مع الحاجة المتنامية في استخداماتها وكذا بالنسبة للاقتصاد الوطني، لاسيما وأن هنالك إمكانيات للإنتاج المشترك مع Beriev أو AVIC لطائرة Be-200 و GA-600. من الناحية الإستراتيجية، سيوفر مشروع Seagle لشركة ” Roadfour ” البلجيكية للجزائر، الذي أعلن عنه مديرها فريدريك دومورتييه، ميزة مزدوجة طويلة الأمد، الخوض في الإنتاج المحلي، والحصول على جيل جديد من التجهيزات في عالم يشهد ارتفاعًا هاماً في الطلب.
عبدو.ح

أترك تعليق