415 مليار دولار تبخرت من ثروات المليارديرات الأميركيين منذ تولي ترامب الرئاسة

رغم أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضم أكبر عدد من المليارديرات في تاريخ الولايات المتحدة، إلا أن الأسواق المالية لم تكن رحيمة بأثرياء أميركا منذ تنصيبه في يناير 2025. فقد سجلت كبرى الشركات تراجعات حادة، ما أدى إلى خسائر جماعية فادحة تجاوزت 415 مليار دولار خلال الأشهر الأولى من حكمه.

منذ 20 يناير 2025 وحتى 13 مارس، شهدت وول ستريت تقلبات حادة. حيث تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 7.9%، بينما سجل ناسداك، الذي تهيمن عليه أسهم التكنولوجيا، انخفاضًا أكثر حدة بنسبة 11.8%.

وفي المقابل، عند مقارنة ذلك بالفترة الأولى من حكم جو بايدن، نجد أن ستاندرد آند بورز 500 ارتفع بنسبة 2.4%، بينما انخفض ناسداك بنسبة طفيفة بلغت 1%. وارتفعت ثروات مليارديرات أميركا بواقع 153 مليار دولار.

أحد العوامل الرئيسية التي دفعت الأسواق للهبوط هو تصعيد ترامب للحرب التجارية من خلال فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك. ما أثار حالة من عدم اليقين بين المستثمرين. كما فرضت إدارته رسومًا بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى التهديد برد مماثل. ما زاد من مخاوف المستثمرين بشأن تصاعد التوترات التجارية العالمية.

إضافة إلى ذلك، حذر الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في أوائل مارس من انكماش إقتصادي بنسبة 2.8% في الربع الأول من العام، وهو ما وصفه المحللون بـ “انقلاب ترامب”. حيث تسببت سياساته الاقتصادية في زعزعة ثقة الأسواق.

إيلون ماسك في صدارة الخاسرين

لم يكن هناك ملياردير تأثر بشكل أكبر من إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس. فمع انخفاض مبيعات تسلا في الأسواق العالمية، بما في ذلك ألمانيا، الصين، وأستراليا، خفض محللو جي بي مورغان توقعاتهم لتسليم سيارات تسلا في الربع الأول من 2025 بنسبة 20%. لتصل إلى 355 ألف سيارة، وهو أدنى مستوى منذ 2022.

هذا التراجع أدى إلى هبوط أسهم تسلا بنسبة 43% منذ بداية عهد ترامب، مما تسبب في خسارة ماسك 104 مليارات دولار، لتتراجع ثروته إلى 330 مليار دولار.

وشهدت كبرى شركات التكنولوجيا تراجعات ضخمة، حيث فقدت أمازون، إنفيديا، ميتا، ألفابت (غوغل)، أبل، ومايكروسوفت مجتمعة أكثر من 1.5 تريليون دولار من قيمتها السوقية. ما انعكس سلبًا على ثروات كبار المليارديرات.

أكبر المليارديرات الخاسرين منذ تنصيب ترامب

وفقًا لمؤشر فوربس للمليارديرات، كانت قائمة أبرز المتضررين كالتالي:
– إيلون ماسك – خسارة 104 مليارات دولار
– جيف بيزوس – خسارة 29 مليار دولار
– لاري بيغ – خسارة 26 مليار دولار
– سيرغي برين – خسارة 24 مليار دولار
– لاري إليسون – خسارة 22 مليار دولار
– جنسن هوانغ – خسارة 19 مليار دولار
– مايكل ديل – خسارة 18 مليار دولار
– ستيف بالمر – خسارة 11 مليار دولار
– ستيفن شوارزمان – خسارة 10.2 مليار دولار
– توماس بيترفي – خسارة 7.9 مليار دولار

هل تؤثر سياسات ترامب على مستقبل الاقتصاد الأميركي؟

بينما يرى البعض أن سياسات ترامب تحاول إعادة هيكلة الاقتصاد الأميركي، يحذر محللون من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى مزيد من عدم الإستقرار المالي. خاصة مع احتمال حدوث تباطؤ إقتصادي حاد.

ويبقى السؤال: هل ستتمكن إدارة ترامب من استعادة ثقة الأسواق، أم أن التحديات الإقتصادية ستستمر في التأثير على ثروات المليارديرات الأميركيين؟